في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، وسعي كل طرف لاختراق منظومات السايبر للطرف الآخر، مع محاولات متكررة للحد من الاتصال بالإنترنت، سأل موقع "بكرا" الخبير في مجال السايبر وأمن المعلومات، أحمد فيّاض حبشي، عن مدى خطورة حرب السايبر، وكيف يمكن أن تؤثر فعلاً على مجريات الحرب ونتائجها.
وقال حبشي في بداية حديثه: "في ظل الحرب الحالية بين إسرائيل وإيران، أصبحت حرب السايبر واحدة من أهم وأخطر أنواع الحروب، بل وأخطر من حرب الصواريخ والضربات بالطائرات المسيّرة. ما يميّزها أنها تتم بدون سابق إنذار، وغالبًا ما تكون بصمت ومن داخل المنظومات نفسها".
أضرار فادحة على البنى التحتية ووعي الجمهور
وأشار إلى أن "حرب السايبر تشكل خطورة بالغة لأنها قد تستهدف البنية التحتية الحيوية مثل الكهرباء، المياه، الاتصالات، وحتى المستشفيات. في بعض الأحيان تؤدي إلى شلل تكنولوجي كامل في مؤسسات الدولة، ويمكن أن تزرع الرعب النفسي عبر تشويش إعلامي، أو عبر اختراق محطات الطوارئ".
وأوضح أن "الهجمات السيبرانية تُستخدم أيضًا للتجسس، أو لتسريب معلومات حساسة تتعلق بالجيش أو المسؤولين، وغالبًا ما يكون من الصعب تحديد مصدر الهجوم بدقة، نظراً لتعقيد الوسائل المستخدمة".
وأضاف حبشي أن "حرب السايبر قادرة على التأثير الفعلي في مجريات الحرب ونتائجها، من خلال اختراق أنظمة الدفاع الجوي، تعطيل طائرات بدون طيار (الدرونز)، أو التشويش على أجهزة الاتصالات داخل الجيش، إلى جانب ضرب البنية التحتية المدنية مثل محطات الكهرباء، الإنترنت، البنوك، وأحيانًا المستشفيات، مما يؤدي إلى شلل في الحياة اليومية".
سلاح نفسي وإعلامي قد يحسم المعركة
وأكد أن "الهجمات السيبرانية لا تقتصر على البنية التقنية فقط، بل تشمل أيضًا حربًا نفسية وإعلامية، كأن يتم نشر أخبار كاذبة أو رسائل مفبركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل رسائل وهمية تدّعي تقديم تعويضات مادية بسبب الحرب، وتكون مرفقة بروابط خبيثة تؤدي إلى سرقة بيانات ومعلومات شخصية، وهو ما حدث فعلاً في أكثر من حالة".
واستشهد حبشي بحالات واقعية، قائلاً: "من الأمثلة الواضحة على هذه الحرب، فيروس ستاكسنت، الذي طُوّر من قبل إسرائيل، واستُخدم لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حيث عطّل أجهزة الطرد المركزي وأدى إلى تأخير كبير في البرنامج النووي الإيراني".
وختم أحمد فيّاض حبشي حديثه قائلاً: "الخلاصة أن حرب السايبر أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أي صراع عسكري. هي ساحة مختلفة تمامًا، لكن تأثيرها كبير جداً على النتائج النهائية ونهاية الصراع، خاصة إذا تمكّن أحد الطرفين من شل القدرة العسكرية أو البنية التحتية التكنولوجية للطرف الآخر. وهذا الأمر يؤدي إلى بلبلة داخلية تُضعف مناعة الجبهة الداخلية، ما يؤثر بشكل مباشر على صمود الدولة".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق