للعام الثامن عشر على التوالي، وعلى مدار ثلاثة أيام امتدت من 17.12.25 حتى 19.12.25، واصل ستوديو موقع بكرا لقاءاته الختامية لعام 2025، مستضيفًا شخصيات من مجالات متعددة، تناولت قضايا الوعي، المهارات الشخصية، والتعامل مع تحديات الحياة المتسارعة.
ومن ضمن الفعاليات، التقينا براغدة ضاهر، مدرّبة تطوير ذاتي ومديرة سابقة، في حوار تناول تجربتها المهنية بين الإدارة التربوية والعمل في مجال تطوير الذات، وأهمية الوعي والذكاء العاطفي في حياة الأفراد، في ظل الضغوط اليومية.
وأوضحت ضاهر أن الفجوة بين عالم الإدارة التربوية وتطوير الذات ليست كبيرة كما يُعتقد، مشيرة إلى أن عملها السابق في إدارة المدارس كان قائمًا على تحقيق نتائج تعليمية، سواء مع الطلاب أو المعلمين، من خلال خطط واضحة وأهداف محددة. وأضافت أن هذه التجربة كشفت لها حاجة الطلاب، المعلمين، وحتى الأهالي، إلى وعي ذاتي يساعدهم على فهم ذواتهم، تحديد أهدافهم، ومعرفة المسار الذي يريدون الوصول إليه.
وأكدت أن تطوير الذات يبدأ من سؤال بسيط لكنه جوهري: ماذا أريد؟ وما الذي أحتاجه لأصل إلى ما أريد؟ وشددت على أن فهم الذات هو الأساس لأي تطور حقيقي، وأن هذه المهارات لا تُكتسب دائمًا داخل الأطر التعليمية التقليدية، ما يدفع الكثيرين إلى البحث عنها في مساحات خارج المدرسة، عبر أدوات واستراتيجيات للتنمية الذاتية.
وفي حديثها عن أكثر المهارات إلحاحًا في المرحلة الحالية، أشارت ضاهر إلى أهمية الذكاء العاطفي والاجتماعي، وقدرة الإنسان على فهم مشاعره وضبطها. وأوضحت أن القلق، الخوف، والتوتر هي مشاعر طبيعية، لكن تجاهلها أو عدم تسميتها يزيد من حدّتها، بينما الاعتراف بها وفهمها يشكّل خطوة أولى للتحرر منها والتعامل معها بشكل صحي.
وقدّمت ضاهر أمثلة عملية لأدوات بسيطة يمكن استخدامها للتخفيف من الضغط، مثل التوقف الواعي عند الشعور بالإرهاق، ممارسة التنفس العميق، تهدئة الجسد، أو المشي اليومي في ساعات الصباح المبكرة. وأكدت أن هذه الممارسات، رغم بساطتها، تملك تأثيرًا فعليًا على التوازن النفسي والطاقة اليومية.
وعن وعي المجتمع بأهمية تطوير الذات، أوضحت ضاهر أن هناك ترددًا وتشكيكًا لدى بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين يتوقعون تغييرًا فوريًا وسريعًا. وشددت على أن تطوير الذات ليس “زرًا يُضغط عليه”، بل مسار تراكمي قائم على الالتزام والاستمرارية، وأن النتائج لا تأتي إلا مع الممارسة اليومية والتطبيق العملي للأدوات المكتسبة.
وأضافت أن كثيرين يترددون في الالتحاق بدورات تطوير ذاتي، لكن التجربة أثبتت لها أن من يلتزم بالتطبيق يرى تغييرًا ملموسًا في حياته. وأشارت إلى أن عملها في اللقاءات والدورات، خاصة مع النساء، أظهر لها حجم التحوّل الذي يمكن أن يحدث عندما يمنح الإنسان نفسه فرصة للتعلّم، التجربة، والاستمرار.
لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق