الإنفلونزا تضرب مُبكرًا: ارتفاع في إصابات الأطفال وتحذيرات للأهالي
الدكتور سعيد أبو زيد، مدير قسم الأطفال في المركز الطبي تسفون (بوريا): "التطعيم ضروري وإن لم يمنع المرض بنسبة 100% فإنه يخفف من حدته بشكل كبير"
"يجب عدم إرسال الأطفال المرضى إلى الحضانات والمدارس لتقليل خطر العدوى"
"التوعية والوقاية والتطعيم هي أساس حماية الأطفال وكبار السن خلال هذا الموسم"
مع ازدياد انتشار الإنفلونزا في البلاد، وفي ظل تحذيرات وتوجيهات وزارة الصحة في هذا الشأن، التقينا الدكتور سعيد أبو زيد، مدير قسم الأطفال في المركز الطبي تسفون (بوريا)، للحديث عن الموضوع وقال: "بدأ انتشار الإنفلونزا في البلاد بشكل مبكر نسبيًا هذا العام، ويُلاحظ ارتفاع في الحالات عمومًا ولدى الأطفال بشكل خاص، ويشمل ذلك طلاب المدارس والحضانات. يعاني المرضى الذين يصلون إلينا من حرارة عالية جدًا، نزلات، ضيق تنفس وسعال، ولدى قسم من الأطفال تتطور الحالة إلى التهابات رئوية".
وتابع الدكتور سعيد أبو زيد: "من المضاعفات الشديدة للإنفلونزا إصابة الطفل بالجفاف وقلة السوائل، ارتفاع الحرارة الشديد، بما يعرف بنوبات الحرارة. كذلك قد تظهر التهابات في الرئتين والقصبات الهوائية ويحدث ضيق في التنفس، الأمر الذي يجبر الكثير من الحالات على التوجه إلى المستشفى للعلاج".
المضادات الحيوية ليست الحل دائمًا
وتابع الدكتور سعيد أبو زيد: "التطعيم موجود ويساعد جدًا، رغم أنه لا يمنع المرض بنسبة 100% إلا أنه يخفف من حدته. يمكن إعطاء التطعيم للأطفال من جيل 6 شهور فما فوق، وهو مهم خصوصًا لمن يعانون أمراضًا مزمنة، ويُنصح بأن يأخذه الجميع، حيث تصبح المناعة أعلى، وحتى إن أصيب الطفل، تكون الحالة أخف بكثير، كما يقل احتمال الحاجة للعلاج في المستشفى أو وحدات العلاج المكثف".
ومضى الدكتور سعيد أبو زيد في حديثه: "كثير من العاملين في المجال الطبي يعطون أو يصفون مضادات حيوية، لكنها ليست دائمًا في مكانها، لأن الإصابة قد تكون فيروسية لا جرثومية، ومن المهم منع الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية".
فيروسات أخرى تزيد الوضع تعقيدًا
"هناك فيروسات أخرى تسبب التهابات في مسالك الهواء ونزلات وحمّى، وتزيد الوضع صعوبة، وقد تتداخل أعراضها مع الإنفلونزا. وبما أن هناك تطعيمًا للإنفلونزا، فمن المنطقي أخذه لتقليل خطر واحد على الأقل من هذه الفيروسات.
العدوى تنتقل عبر السعال، الرذاذ، وعند التقارب الجسدي بين الأشخاص، وهو ما يحدث كثيرًا في الحضانات والمدارس والصفوف المكتظة. يجب عدم إرسال الطفل المريض إلى المدرسة أو الحضانة إذا كانت لديه حرارة عالية أو نزلات أو سعال. إرسال الطفل المريض يؤدي إلى انتشار سريع وسهل للعدوى، وهذا ما يحدث كثيرًا. ارتداء الكمامات قد يساعد، لكنه ليس الحل لمنع الانتشار السريع، ولا يغني عن التباعد إذا كان الطفل مصابًا بالعدوى، وبمنع إرسال الأطفال المرضى إلى الحضانات والمدارس يمكن تقليل الخطر بشكل كبير، كما يجب العمل على منع انتقال العدوى لكبار السن ولمن يعانون من أمراض مزمنة. إذا كانت هناك أي حاجة لمساعدة طبية، يجب التوجه للطبيب مباشرة. التوعية والوقاية والتطعيم هي أساس حماية الأطفال وكبار السن خلال هذا الموسم".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق