في ذروة القصف الليلي وصافرات الإنذار التي دوت في أنحاء البلاد، قرر الطاقم الطبي في مستشفى بيلينسون في بيتح تيكفا الاستمرار في إجراء عمليتي زراعة كبد حاسمتين، أنقذتا حياة مريضين، رغم انتقال الأقسام إلى ملجأ تحت أرضي محصن.

خلال الساعة الثالثة فجرًا، وفي الوقت الذي بدأت فيه الهجمات الإسرائيلية على إيران، كانت غرفة العمليات في المستشفى تُجري بالفعل عملية زراعة كبد، وكانت أمامها معضلة: هل تشرع في العملية الثانية رغم المخاطر، أم تؤجلها ما يعني فقدان الكبد المتبرع به؟ الإدارة الطبية قررت الاستمرار دون تردد.

الدكتورة ميخال شتاينمان، مديرة التمريض في مستشفيات بيلينسون وهشارون، وصفت اللحظة قائلة إنهم واجهوا تحديًا مضاعفًا: نقل المرضى إلى الطابق الأرضي، الاستعداد لاحتمال استقبال مصابين من قصف جماعي، ومع ذلك مواصلة الزراعة لشخص لا فرصة له بالحياة دونها.

إلى الملاجىء 

المرضى، الذين يفترض أن يتعافوا في قسم العناية المكثفة في الطابق السادس، نُقلوا مباشرة بعد الجراحة إلى الملاجئ تحت الأرض، والتي حُوّلت إلى مستشفى طوارئ متكامل. وفي ذات التوقيت، استقبل الطاقم الطبي مصابًا بجراح بالغة من حادث سير، ونجح في معالجته أيضًا في نفس القسم المحصن.

شتاينمان أضافت أن اتخاذ القرار كان سريعًا، "قلنا لغرفة العمليات: تابعوا. يمكننا التعامل مع الطوارئ وتأمين المرضى والاستمرار في الزراعة في آن واحد". ووصفت الليلة بأنها لحظة تاريخية مليئة بالتحديات الإنسانية والمهنية، أكدت من جديد أن قدسية الحياة لا تتوقف حتى في أحلك الأوقات.

"عندما يصحو المريضان من التخدير، سيتمكنان من القول إن حياتهما بدأت من جديد في الليلة التي غيرت وجه إسرائيل"، قالت شتاينمان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com