أكد الدكتور سهيل نصرالله، مدير معهد الأورام السرطانية في المركز الطبي تسفون (بوريا)، أن الوقاية من السرطان تبدأ من أسلوب الحياة الصحي، وأن الاكتشاف المبكر هو المفتاح لنجاح العلاج، مشيرًا إلى أن التقدم في العلاجات الحديثة جعل الشفاء من المرض أكثر احتمالًا مقارنة بالماضي.
الوقاية وأهمية الاكتشاف المبكر
وأوضح الدكتور نصرالله أن العديد من الأشخاص يتسببون في إصابتهم بالسرطان نتيجة عادات غير صحية، مثل التدخين الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطانات الرئة، الحنجرة، البنكرياس، وكيس البول، بالإضافة إلى أمراض مزمنة أخرى. كما شدد على أن اتباع نمط حياة صحي، يشمل ممارسة الرياضة، النوم المنتظم، والتغذية المتوازنة، يساهم في تقليل خطر الإصابة بالمرض.
وفيما يتعلق بالكشف المبكر، أكد أن التشخيص في المراحل الأولى يزيد من فرص العلاج الناجح، ويقلل من الحاجة إلى العلاجات القاسية التي قد تكون لها آثار جانبية. وأضاف: "كلما تم اكتشاف المرض في مرحلة مبكرة، زادت فرص علاجه بشكل أكثر فعالية وأقل إيلامًا للمريض."
أكثر أنواع السرطان شيوعًا
وحول أكثر أنواع السرطان انتشارًا، أوضح أن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعًا بين النساء، بينما يعد سرطان الرئة الأكثر انتشارًا بين الرجال، لا سيما في المجتمع العربي، بسبب التدخين بكافة أنواعه، بما في ذلك السجائر، الأرجيلة، والسجائر الإلكترونية.
كما أشار إلى أن هناك سرطانات يمكن اكتشافها مبكرًا، مثل سرطان المعدة، الأمعاء، كيس البول، والبروستاتا. وأوصى النساء من سن 50 عامًا بإجراء فحص الثدي كل عامين، بينما ينصح النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي بالإصابة بالمرض ببدء الفحوصات من سن 40 عامًا. وأكد أن عدم الالتزام بهذه الفحوصات الدورية يؤدي إلى تأخر التشخيص، مما يقلل من فرص العلاج الفعّال.
تطور العلاجات وزيادة فرص الشفاء
وأشار الدكتور نصرالله إلى أن علاج السرطان اليوم تطور بشكل ملحوظ، وأصبح يشمل أدوية جديدة وعلاجات بيولوجية تستهدف الخلايا السرطانية بدقة، بالإضافة إلى العلاجات المناعية التي تساعد جهاز المناعة في التعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها.
وأكد أن نسب الشفاء من السرطان تجاوزت اليوم 70%، رغم استمرار التحديات في بعض الأنواع الأكثر تعقيدًا، مثل سرطان البنكرياس، الكبد، وسرطانات الرأس. لكنه شدد على أن الأبحاث مستمرة، ويتم إدخال أدوية جديدة بشكل متواصل في سبيل مكافحة المرض بشكل أكثر فاعلية.
رسالة توعوية: لا تهملوا الفحوصات الطبية
واختتم الدكتور سهيل نصرالله حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي الصحي، قائلاً: "يجب على كل شخص أن يكون مدركًا لأهمية الفحوصات الدورية، والتوجه للطبيب عند الشعور بأي تغيير غير طبيعي في الجسم. الاكتشاف المبكر قد يكون الفرق بين العلاج الناجح وتفاقم المرض."
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق