كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم السبت، عن زيارة سرية أجراها رئيس إقليم “أرض الصومال” الانفصالي، عبد الرحمن محمد عبد الله، إلى إسرائيل خلال صيف العام الماضي، وذلك قبل إعلان تل أبيب رسميًا اعترافها بالإقليم كدولة مستقلة.
وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد التقى عبد الله خلال الزيارة السرية برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزيري الجيش والخارجية، إضافة إلى رئيس جهاز الموساد ديدي برنياع. وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة شكّلت محطة مركزية في مسار الاتصالات السياسية والأمنية بين الطرفين، ومهّدت لإعلان الاعتراف الإسرائيلي لاحقًا.
وفي السياق نفسه، نشر وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر صورة تجمعه برئيس أرض الصومال عبر منصات التواصل الاجتماعي، في أول إشارة علنية إلى اللقاءات التي جرت خلف الكواليس. كما أفادت القناة 12 العبرية بأن الاعتراف الإسرائيلي يأتي ضمن تفاهمات أوسع، تتضمن – بحسب مصادرها – بحث إمكانية استضافة الإقليم لسكان من قطاع غزة في إطار خطط تهجير قسري، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا وانتقادات حادة.
ويأتي ذلك عقب توقيع اتفاق مشترك بين نتنياهو ووزير خارجيته ورئيس أرض الصومال، يقضي باعتراف متبادل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، تشمل تبادل السفراء وافتتاح سفارات، إضافة إلى إعلان نية “أرض الصومال” الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام.
على الصعيد الدولي، أعلن مجلس الأمن الدولي عن عقد جلسة عاجلة لمناقشة الخطوة الإسرائيلية، بناءً على طلب رسمي من الحكومة الصومالية. ومن المقرر أن تُعقد الجلسة يوم الاثنين الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت نيويورك، في وقت تتولى فيه الصومال رئاسة مجلس الأمن خلال شهر يناير المقبل.
وفي أول رد رسمي، وصف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اعتراف إسرائيل بـ“صوماليلاند” بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي واعتداء على سيادة ووحدة الأراضي الصومالية”، محذرًا من تداعيات الخطوة على أمن واستقرار منطقة القرن الأفريقي.
من جانبه، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إن إسرائيل “ستتصرف بمسؤولية وحكمة”، مؤكداً أنها “لن تتهرب من النقاشات السياسية التي تحاول الطعن في قراراتها السيادية”، ومشدداً على استمرار التعاون مع الجهات التي ترى تل أبيب أنها تساهم في “استقرار المنطقة”.
ويُتوقع أن تثير هذه التطورات موجة واسعة من ردود الفعل الإقليمية والدولية، وسط مخاوف من تداعيات سياسية وأمنية قد تعيد خلط الأوراق في منطقة القرن الأفريقي، وتفتح بابًا جديدًا للتوترات الدبلوماسية في المحافل الدولية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق