للعام الثامن عشر على التوالي، نلتقي في ستوديو موقع “بكرا” السنوي، في بثّ خاص ومكثّف يستمر حتى 19.12. وفي إطار فعاليات الاستوديو، التقينا عمیت مروم، ناشط في مجال الفيلانتروبيا وعضو في مجلس “مروم فيلانتروبي”، إلى جانب أمير زعبي، ناشط اجتماعي وشريك في مبادرات مجتمعية، في حوار من فندق غولدن كراون في مدينة البشارة الناصرة، خُصص لمناقشة غلاء المعيشة، تآكل الأجور، واتساع الفجوات الاجتماعية، ودور العمل الخيري في مواجهة هذه التحديات.

وأوضح مروم أن الفيلانتروبيا تواجه اليوم واقعًا اقتصاديًا عالميًا أكثر تعقيدًا، ينعكس بشكل خاص على المجتمع في البلاد بعد خمس سنوات متواصلة من الأزمات. وأكد أن الدور الفيلانتروبي هو دور مزدوج، يجمع بين الاستجابة الفورية للاحتياجات الأساسية، مثل الأمن الغذائي والتعليم الأساسي، وبين الاستثمار طويل الأمد في البنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية.

وأشار إلى أن المساعدة الفورية ضرورية لتمكين الإنسان من الصمود اليومي، إلا أن التأثير الأعمق للفيلانتروبيا يكمن في بناء منظومات تعليم، تأهيل مهني، وبنى اقتصادية تتيح للأفراد إنتاج دخل كريم ومستدام في المستقبل. واعتبر أن تجاهل السياق الاقتصادي العام والسياسات الحكومية المحيطة يقلل من نجاعة أي تدخل خيري.

من جانبه، تطرق أمير زعبي إلى التحديات الميدانية التي تواجه المبادرات المجتمعية، خاصة في ظل تشديد السياسات الحكومية وتقليص الميزانيات، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تزيد العبء على العمل الأهلي والفيلانتروبي، وتفرض عليه سد فجوات متزايدة بدل الاكتفاء بدور تكميلي. وأكد أن اتخاذ قرارات اقتصادية واجتماعية دون إشراك المجتمع المتضرر يفاقم حالة انعدام الثقة ويحدّ من قدرة المبادرات المحلية على الاستجابة الفعالة.

وشدد الضيفان على أن الفيلانتروبيا لا يمكن أن تكون بديلًا عن السياسات العامة العادلة، لكنها قادرة، إذا ما وُجّهت بشكل صحيح، على خلق نماذج تدخل ذكية تدمج بين الإغاثة الآنية وبناء القدرة المجتمعية على المدى البعيد، خاصة في المجتمعات التي تعاني من فجوات بنيوية مزمنة.

لمعرفة المزيد من تفاصيل الحوار، يمكنكم/ن مشاهدة اللقاء كامل.
إخراج وتصوير: إيهاب حصري
ديكور وأثاث: معرض ومفروشات بيتي – بإدارة أدهم حبيب الله
معرض بولس زهر
ستائر أذواق

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com