تشهد إسبانيا تطورات دراماتيكية في قضية وفاة الملياردير اليهودي إسحاق أنديك، مؤسس علامة الأزياء العالمية "مانغو"، الذي لقي حتفه قبل عشرة أشهر في سقوط من منحدر جبلي في إقليم كاتالونيا. بعد أن اعتُبر الحادث في البداية "سقوطًا عرضيًا مؤسفًا"، أعادت الشرطة فتح الملف وغيّرت مسار التحقيق نحو جريمة قتل محتملة، إثر اكتشاف تناقضات في إفادة ابنه الأكبر جوناثان، الذي بات يُعتبر المشتبه الرئيسي في القضية.
أنديك، البالغ من العمر 71 عامًا عند وفاته، سقط في الرابع عشر من كانون الأول (ديسمبر) 2024 أثناء جولة عائلية مع ابنه في منطقة جبل مونتسيرات قرب برشلونة. الشرطة الإسبانية أعلنت حينها أن الوفاة ناتجة عن حادث عرضي، لكنها عادت مؤخرًا لتفحص الملف من جديد بعد ظهور "سلسلة من المؤشرات" التي دفعت المحققين إلى استبعاد فرضية الحادث العابر، بحسب صحيفة إل باييس الإسبانية.
شهادة لا تتطابق مع الأدلة
التحقيق الجديد أشار إلى أن شهادة الابن لم تتطابق مع الأدلة الميدانية، ما دفع القاضي إلى تغيير وضعه من شاهد إلى مشتبه به رسمي، والسماح للشرطة بفحص محتويات هاتفه المحمول. وذكرت تقارير إعلامية أن شريكة حياة أنديك، لاعبة الغولف المحترفة إستفانيا كانوت، أدلت بشهادة تحدثت فيها عن توتر كبير بين الأب وابنه قبل الحادثة، على خلفية نزاعات عائلية ومالية.
بالتوازي مع التحقيق الجنائي، تشهد عائلة أنديك صراعًا حادًا حول الميراث، إذ انقسمت الثروة التي تُقدّر بنحو 4.5 مليارات يورو بين الأبناء الثلاثة جوديث، سارة، وجوناثان، فيما حصلت شريكة الملياردير على حصة أصغر وطالبت بإعادة النظر في توزيع التركة، ما أدى إلى قطيعة بين الطرفين.
يُذكر أن إسحاق أنديك وُلد في تركيا لعائلة يهودية هاجرت إلى إسبانيا عام 1969، وأسس عام 1984 مع شقيقه نحمان شركة "مانغو" التي أصبحت لاحقًا من أكبر سلاسل الأزياء في العالم، تنافس علامات مثل "زارا"، وتدير أكثر من 2600 متجر في 115 دولة.
حتى الآن، لم تُصدر الشرطة الإسبانية بيانًا رسميًا حول الاشتباه بقتل أنديك، غير أن المصادر القضائية تؤكد أن الملف بات يُعامل كتحقيق جنائي كامل في جريمة قتل محتملة داخل واحدة من أبرز العائلات الثرية في أوروبا.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق