كشفت تقارير إعلامية فلسطينية عن حملة رقمية إسرائيلية منظمة تستهدف ملايين المسيحيين في الولايات المتحدة داخل كنائسهم، في محاولة لتوجيه وعيهم نحو تبنّي الرواية الإسرائيلية بشأن الحرب على قطاع غزة، وتبرير الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.

ووفقًا للتحقيق الذي نشره موقع فلسطين أون لاين، استخدمت إسرائيل تقنيات تتبع رقمية متقدمة (Geofencing) داخل نحو 30 ألف كنيسة وجامعة مسيحية في ولايات كاليفورنيا وأريزونا ونيفادا وكولورادو، حيث تم رصد إشارات هواتف المصلين لتحديد مواقعهم وإغراقهم لاحقًا بمحتوى دعائي موجه يدعم الاحتلال ويبرر أعماله العسكرية.

وأوضح ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي، أن هذه الحملة تمثل "استغلالًا خطيرًا للفضاء الديني"، إذ جرى تحويل الكنائس إلى مختبرات لغسل العقول عبر محتوى يستخدم مفردات دينية وأخلاقية لتبرير القتل والتدمير في غزة.

وأضاف دلياني أن تمويل الحملة تمّ بشكل غير مباشر من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين عبر المساعدات الحكومية المقدمة لإسرائيل، مؤكدًا أن المواطنين الأمريكيين "يمولون من حيث لا يعلمون حملة تضليل تستهدف وعيهم وضميرهم الديني".

كما أشار إلى أن الأدوات المستخدمة في الحملة هي ذاتها التي تُستعمل عادة في التسويق التجاري، إلا أنه تم تسخيرها سياسيًا لأغراض تضليلية عبر شركات تسويق رقمية مؤجرة، ما يعكس خطورة استخدام التكنولوجيا في تشكيل الرأي العام.

وتابع أن اسرائيل  أنتجت أكثر من 43 مادة بصرية مزورة، تضمنت مقاطع من ألعاب فيديو ومتاحف أوروبية ومواقف سيارات في واشنطن، لتصوير مشاهد كاذبة عن المقاومة الفلسطينية وتبرير قصف المدنيين.

ولفت دلياني إلى أن المخطط لم يحقق أهدافه بالكامل، إذ أظهرت استطلاعات الرأي تراجع التأييد الشعبي الأمريكي لإسرائيل بنحو 50 نقطة خلال عامين، في تحول وصفه بأنه “الأكبر في التاريخ الأمريكي الحديث تجاه الصراع”.

وختم بالقول إن مواجهة هذه الحملة تبدأ بفضح أدواتها وكشف كيفية توظيف الدين والتكنولوجيا لخدمة اسرائيل ، داعيًا إلى تحرك إعلامي وأخلاقي دولي لمواجهة هذا النوع من “الاستعمار الرقمي للوعي”.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com