قال رئيس مركز الجليل للدراسات د. أحمد شديد لموقع بكرا ان ما يميز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انه لا يأبه بسمعة الولايات المتحدة ولا صورتها بالخارج، ويغامر بسمعتها، وبقضايا استراتيجية مثل أوكرانيا, تايوان، القائمة اساساً على الثقة بأمريكا.

واضاف ان الرئيس ترامب وضع كل هذه القضايا في كفه، ومستقبل نتنياهو في كفة أخرى، فأطلق مبادرته الهادفة حسب المُعلن الى وقف الحرب على غزه، وفي جوهرها توفير الامن لإسرائيل وصد الهجوم الدبلوماسي واحتوائه خاصه بعد خطاب نتنياهو في قاعة خلت من أُناسها الا من مجموعة كومبارس أحضرهم معه من إسرائيل.

واوضح د. شديد ان ترامب تداعى لإنقاذ نتنياهو في الساحة الدولية كما هب لإنقاذها من ايران وأطلق بالتنسيق مع نتنياهو إنذاراُ على شكل مبادرة، وتهديدا بالنيران على شكل خارطة طريق بعد رسالة إسرائيلية لقطر ومن خلال قطر لحماس، الأمر الذي فرض على جميع الأطراف التعامل مع هذه (المبادرة) بمنتهى الجدية، فكانت قمة شرم الشيخ او ما يسميها البعض بمفاوضات الفرصة الأخيرة.

واشار شديد الى ان المفاوضات وُلدت ميتة وفقا لافكار نتنياهو الذي ورثها عن والده بن تسيون نتنياهو والذي شغل بدوره مدير مكتب زئيف جابوتنسكي صاحب نظرية الجدار الفولاذي وما لا يأتي بالقوة، يأتي بمزيد من القوة، والقوة لم تحقق اهداف الحرب، فهي لم تستعيد الاسرى ولم تقضي على حماس ولم تفرض عليها هزيمة، بل في الأمم المتحدة ناشد حماس ودعا الاسرى عبر مكبرات الصوت للصبر والانتظار، فإن لم تتحقق هذه الأهداف، ماذا الذي تحقق؟

دمر قطاع غزة على غرار تدمير النازية لبعض المدن السوفيتية؟

ويرى شديد ان لقاءات شرم الشيخ تبقى محطة من محطات كسر الجمود بين الوسطاء خاصة بعد العدوان على قطر، وسعي مصري لخفض التوتر منعاً لوقوع مواجهة مع إسرائيل والتي تعني بالضرورة مواجهة مع الغرب.

واكد شديد ان الرابحين من هذه الجولة سيكونون الفلسطينيين الذين سينعمون ببعض الامن والهدوء بعد ثمانية شهور متواصلة من الحرب، اضافة الى الأسرى الذين سيُطلق سراحهم، وترامب الساعي للحصول على جائزة نوبل للسلام، أما نتنياهو، فسيبقى ينتظر مصيره، الذي قد يحدده اجتماع أعيان المعارضة الإسرائيلية الذي عقد اليوم، والتي تضم شخصيات مثل ليبرمان، لابيد، آيزنكوت، نفتالي بينيت، وجانتس.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com