أكد الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني د. احمد يونس في تصريح خاص لموقع بكرا ان فرص تطبيع سوري-إسرائيلي أصبحت موجودة على الطاولة لكن ليست قريبة بالمعنى الذي يتوقعه البعض.

وفي هذا السياق، اشار يونس الى هناك مؤشرات قوية تدل على وجود مفاوضات غير معلنة، اتصالات أمنية، لقاءات تمهيدية، وحوارات خلفية عبر وسطاء.

وقال "هذه الخطوات غالباً ما تتعلق بملفات أمنية والاستخبارات، وتهدئة التوترات الحدودية والتوغلات الإسرائيلية، وليس بمسار سلام شامل أو متكامل حتى الآن.

في المقابل، هناك عدة عوائق كبيرة تجعل التطبيع الكامل غير مرجح في المدى القريب"

ويرى يونس ان الموقف الشعبي السوري غير جاهز لقبول تطبيع علاقات رسمية مع إسرائيل، خصوصاً في ظل استمرار جرائم الاحتلال في غزة والضغوط المعنوية القوية المرتبطة بالقضية الفلسطينية.

واضاف "ومن جهة أخرى إسرائيل نفسها لا تبدو متهيئة لإقامة تطبيع شامل الآن، فالمصلحة الأمنية تدفعها أكثر للحفاظ على المسافة، استخدام النفوذ عبر القنوات الخلفية، والمراهنة على ضعف السلطة المركزية السورية. "

وذكر ان من القضايا الجوهرية التي لم تُحل بعد: سيادة الأراضي، خاصة موضوع الجولان، الترتيبات العسكرية والأمنية، الحدود، مستقبل العلاقات مع لبنان بوجود حزب الله وسلاحه، فمن دون التقدم في هذه الملفات، لا يمكن الحديث عن تطبيع بمعناه الكامل.

أما على الصعيد الخارجي اشار يونس إلى ان هناك تأثير للقوى الخارجية كالولايات المتحدة، وبعض الدول الخليجية، وتركيا وروسيا، كل منهم له مصالحه الخاصة التي قد تدفع باتجاه أو تعرقل تطبيعاً معيناً حسب ما يخدمها. التوازن بين الضغوط والفرص الدولية مهم جداً.

وتوقع أن يكون هناك تطبيع تدريجي جزئي يبدأ أولاً بفتح قنوات اتصال دبلوماسية أحيانًا سرية، واتفاقات أمنية للاحتواء، وبعض التعاون الاقتصادي إذا تمّ تهدئة قانونية وسياسية، مع إبقاء القضايا السيادية الأساسية معلقة. لافتا ان تطبيع شامل أو اتفاق سلام نهائي يحتاج إلى شروط أكبر، وضغوط داخلية وخارجية، وتحسينات كبيرة في الوضع السياسي والقانوني السوري، وتراجع المخاوف الأمنية لدى إسرائيل.

معظم اللبنانيين يرفضون التطبيع مع اسرائيل

أما فيما يخص إمكانية التطبيع بين لبنان وإسرائيل قال د. يونس "تكاد تكون معدومة في الوقت الراهن، إذ يرفض معظم اللبنانيين، رسميًا وشعبيًا، أي علاقة مع إسرائيل قبل حلّ القضايا العالقة، وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وعدم انسحابه من النقاط الخمس الذي تمركز فيها بعد وقف إطلاق النار وانتهاكاته المتكررة للسيادة اللبنانية يوميا كما يشكل وجود حزب الله وسلاحه عاملاً حاسمًا في استحالة أي تقارب، باعتبار أن الحزب يرى في إسرائيل عدوًا وجوديًا لا يمكن التفاوض معه."

من جهة أخرى، اشار يونس الى ان بعض القوى الدولية تسعى إلى تهدئة الحدود الجنوبية وتثبيت وقف إطلاق النار كخطوة أولى نحو استقرار أمني، لكن ذلك لا يعني تطبيعًا سياسيًا. موضحا ان الانقسام الداخلي اللبناني، والرفض الشعبي القوي، إضافة إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تجعل من التطبيع خيارًا مؤجلًا، قد لا يطرح جديًا إلا إذا تغيّرت موازين القوى في المنطقة وجرى تسوية شاملة للنزاع العربي الإسرائيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com