أكد د. حسين الديك في حديث خاص لموقع "بكرا" أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن غزة لا تنفصل عن التطورات الدولية الأخيرة، مشيراً إلى أنها جاءت لاحتواء الاعترافات المتزايدة بالدولة الفلسطينية والانقسام داخل المعسكر الغربي. وأوضح أن واشنطن اضطرت لطرح هذه المبادرة بعدما وجدت نفسها معزولة إلى جانب إسرائيل وألمانيا وإيطاليا وهنغاريا، مقابل غالبية الدول الأوروبية والعربية والإسلامية وأميركا اللاتينية وآسيا.
وأشار الديك إلى أن التحولات في مواقف دول وازنة مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وبلجيكا والبرتغال دفعت الولايات المتحدة لتقديم خطة جديدة تحافظ على موقعها، لكنها راعت بالدرجة الأولى المطالب الإسرائيلية المتعلقة بنزع سلاح حماس وضمان السيطرة الأمنية. في المقابل، تضمنت الخطة بنوداً فلسطينية مهمة مثل وقف الحرب ورفض التهجير وإعادة الإعمار، وهو ما اعتبره خطوة إيجابية.
بنود غامضة ومثيرة للجدل
وأضاف أن بعض البنود ما تزال غامضة ومثيرة للجدل، مثل البند الـ19 حول "الحوار بين أتباع الديانات"، الذي قد يُستخدم لمحاولات "كيّ الوعي"، فضلاً عن بنود مسرّبة من الإعلام الإسرائيلي تمنح تل أبيب حق العودة للعمل العسكري إذا لم تُنزَع أسلحة حماس.
وبحسب الديك، فإن مواقف اليمين الإسرائيلي، وعلى رأسه الوزير بتسلئيل سموتريتش، تجعل تنفيذ الخطة موضع شك، خاصة مع رفضه إقامة دولة فلسطينية وإصراره على ضم الضفة الغربية. واعتبر أن الحكم على الخطة سابق لأوانه، وأن نجاحها مرهون بوجود إرادة سياسية أميركية حقيقية وضمانات للتنفيذ، وإلا فإنها ستلحق بمصير "خارطة الطريق" عام 2003.
وختم الديك حديثه بالتأكيد على أن المشهد الدولي يشهد تحولات جذرية لا يمكن لواشنطن وتل أبيب تجاهلها طويلاً، وأن مصير الخطة سيتحدد بعد اجتماع ترمب ونتنياهو، وموقف الأطراف كافة، ورد الفعل الدولي المتنامي.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق