قال دان بيري: "من الصعب الحديث عن توقعات حقيقية من خطاب نتنياهو، فقد أصبح غير شعبي إلى حد غير مسبوق، وغالبية الجمهور لا يصدقون كلمة مما يقوله ويحملونه المسؤولية عن كل ما يحدث."
وأضاف: "ما يمكن أن نتوقعه منه هو خطاب مليء بالتذمّر والاتهامات، لكنه لن يغيّر شيئاً في الواقع، بعدما تآكلت مكانته السياسية والدبلوماسية."
وعن تأثيره على الساحة الدولية قال بيري بحدة: "الاستثناء الوحيد هو ترامب – الجاهل، الغليظ والأحمق."
رد فعل الحكومة والشارع الإسرائيلي
أوضح بيري: "الحكومة لن ترى في الاعتراف بدولة فلسطينية فشلاً لسياساتها، بل ستوظفه لتعزيز رواية أن ’العالم كله ضدنا‘."
وأضاف: "نتنياهو ووزراؤه سيصفون الخطوة بأنها ظلم دولي جديد، ويلقون باللوم على المعارضة وكأنها هي التي منحت أعداء إسرائيل الذخيرة، متجاهلين أن بعض الدول الداعمة للاعتراف هي من أقرب حلفاء إسرائيل."
أما عن المواقف الشعبية فقال: "اليمين سيتبنى رواية الحكومة ويرى الاعتراف مكافأة لحماس، بينما في الوسط واليسار هناك دعم مبدئي لدولة فلسطينية، لكن كثيرين يعتبرون التوقيت خطيراً لأنه قد يقوي حماس. وطالما بقيت حماس مسلحة فلن تقدم أي حكومة إسرائيلية على الانسحاب من الضفة."
تأثير الاعتراف على الحرب
شدد بيري: "الاعتراف وحده لن يغير شيئاً تقريباً. إسرائيل لن تعدل سياستها بسبب ذلك، بل قد ترد بخطوات أحادية قاسية مثل ضم أجزاء من الضفة."
وحذر من العواقب: "هذه الخطوات ستكلف إسرائيل ثمناً باهظاً: تعطيل التطبيع مع السعودية، تراجع العلاقات مع الإمارات والبحرين، خطر على معاهدات السلام مع مصر والأردن، بل وحتى عقوبات أوروبية محتملة."
وختم بالقول: "السؤال الحقيقي ليس إن كانت ستقوم دولة فلسطينية فور الاعتراف، بل هل سيتنبه المجتمع الإسرائيلي للأضرار الاقتصادية والدبلوماسية التي يجلبها استمرار نتنياهو في الحرب. وربما في النهاية يفرض ترامب على نتنياهو تغيير الاتجاه، وحينها قد تحدث نقطة تحول حقيقية نحو إنهاء الحرب."
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق