أخبار الكرمل والشمال – تكشف الأسابيع الأخيرة عن ارتفاع ملحوظ في ملفات العنف الأسري داخل القرى الدرزية في منطقتي الكرمل والشمال، حيث سجّلت الشرطة عدّة حالات اعتداء من قبل أزواج على زوجاتهم، بعضها انتهى بتقديم لوائح اتهام واعتقالات، وأخرى رافقها إبعاد المشتبهين عن منازلهم، وهو ما يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تفكك الأسر والطلاق.
وتشير التحقيقات إلى أنّ دوافع هذه الاعتداءات متنوعة:
في إحدى القضايا كان السبب تعاطي المخدرات.
في حالة أخرى، خلاف حول تربية الأطفال تطوّر إلى اعتداء جسدي.
وفي ملف ثالث، أدى شرب الكحول من قبل الزوجة إلى شجار تصاعد بعنف.
شهادات مقلقة من الميدان
أخصائية اجتماعية من المنطقة قالت:
"المعطيات التي نرصدها مثيرة للقلق الشديد. الكثير من النساء ما زلن يخشين التوجه إلى الشرطة خوفًا من الوصمة الاجتماعية أو الانتقام، لكن من تتجرأ على تقديم شكوى غالبًا ما تنقذ نفسها وأطفالها من دائرة عنف مستمرة".
في المقابل، أكّد ناشط اجتماعي من قرى الكرمل أن الحل لا يكمن فقط في إبعاد الزوج المعتدي:
"المعالجة لا يمكن أن تتوقف عند إجراء قانوني أو اعتقال. المطلوب برامج شاملة للتوعية، التربية، التأهيل والعلاج النفسي، إلى جانب مرافقة العائلات عن قرب لكسر دائرة العنف".
أما خبير في قضايا العنف الأسري من شمال البلاد فقال:
"نلاحظ اتجاهًا متزايدًا في ملفات العنف الأسري داخل المجتمع الدرزي. من الضروري أن يتجند الجميع – رجال الدين، القيادات المحلية، والمؤسسات التعليمية – من أجل مكافحة هذه الظاهرة التي تهدد النسيج الاجتماعي".
قلق مجتمعي متصاعد
الظاهرة التي بدأت تتوسع بشكل واضح باتت تثير مخاوف عميقة لدى المهنيين، قادة المجتمع والمنظمات النسائية، التي تحذر من انعكاساتها على تماسك العائلة الدرزية وعلى الأمن الشخصي للنساء في هذه القرى.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق