مقابلة خاصة مع محمد دراوشة: “ما يحدث اليوم هو إعلان نعي لحل الدولتين، وتهديد مباشر لهوية الفلسطينيين وحقوقهم”
موقع بكرا: السيد محمد دراوشة، كيف ترى التطورات الأخيرة في الضفة الغربية، خاصة في ظل التحذيرات من انهيار السلطة الفلسطينية؟
محمد دراوشة: ما نشهده اليوم هو لحظة فارقة وخطيرة في تاريخ الصراع. انهيار السلطة الفلسطينية لا يعني فقط أزمة اقتصادية أو أمنية، بل هو إعلان نعي لحل الدولتين، وتهديد مباشر لهوية الفلسطينيين وحقوقهم. عندما تتوقف السلطة عن دفع الرواتب، وتنهار مؤسساتها، فإن البديل المطروح من قبل الحكومة الإسرائيلية هو السيطرة الكاملة، دون أي التزام سياسي أو أخلاقي تجاه الشعب الفلسطيني.
موقع بكرا: هناك حديث عن مخططات لضم 82% من أراضي الضفة الغربية. كيف تنظر إلى هذه الخطوة؟
محمد دراوشة: هذه ليست مجرد خطوة سياسية، بل هي محاولة لفرض واقع استعماري جديد. ضم 82% من الضفة يعني القضاء على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة. تحويل ملايين الفلسطينيين إلى “سكان” تحت السيادة الإسرائيلية دون حقوق متساوية هو تكريس لنظام فصل عنصري بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذا ليس فقط مرفوض أخلاقيًا، بل سيؤدي إلى انفجار سياسي واجتماعي لن تقف تداعياته عند حدود فلسطين.
موقع بكرا: في ظل هذا الواقع، ما هو البديل الذي يطرحه المواطنون العرب داخل إسرائيل؟
محمد دراوشة: المواطنون العرب يرون بوضوح أن استمرار الاحتلال وتجذيره لن يجلب الأمن ولا الاستقرار. البديل الحقيقي هو إنهاء الاحتلال، والاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. إذا أصرّت إسرائيل على ضم الأراضي دون منح الحقوق، فإن المطالبة ستتحول من “دولتين لشعبين” إلى “دولة واحدة بحقوق متساوية للجميع”. وهذا سيضع إسرائيل أمام خيارين: إما ديمقراطية حقيقية تشمل الجميع، أو نظام فصل عنصري مرفوض دوليًا.
موقع بكرا: هل تعتقد أن المجتمع الدولي سيقف مكتوف الأيدي أمام هذه التحولات؟
محمد دراوشة: لا أعتقد ذلك. العالم بدأ يدرك أن ما يجري ليس مجرد نزاع حدودي، بل صراع على الحقوق والكرامة. استمرار الاحتلال، وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم، سيؤدي إلى عزلة دولية متزايدة لإسرائيل، وانهيار الاتفاقيات الإقليمية، وربما حتى تهديد العلاقات مع دول مثل الأردن ومصر. هذا ليس سيناريو خيالي، بل تحذير واقعي من مستقبل مظلم إذا لم يتم التراجع عن هذه السياسات.
موقع بكرا: في الختام، ما رسالتك للمواطنين العرب في الداخل؟
محمد دراوشة: رسالتي هي أن نبقى صوتًا واضحًا للعدالة والحرية. نحن لسنا مجرد مراقبين، بل شركاء في هذا النضال. علينا أن نرفض الاحتلال، وأن نطالب بحقوق متساوية لكل الشعوب، وأن نكون جسرًا بين الحقيقة والضمير العالمي. الحلم الفلسطيني بالحرية لن يُدفن، طالما هناك من يؤمن به ويعمل لأجله.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق