– أثارت تسجيلات جديدة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق، أهارون حاليفا، حول أحداث السابع من أكتوبر، عاصفة من الجدل داخل إسرائيل بعدما حمّلت مسؤولية الفشل الاستخباري والمؤسسي العميق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وكشفت القناة 12 العبرية في برنامج "استوديو الجمعة" تسجيلات لحاليفا، الذي استقال عقب الهجوم، تحدث فيها عن "مفهوم خاطئ ومتجذر" أدى إلى انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية، مؤكدًا أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق نتنياهو الذي رفض الاعتراف بفشله.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "معاريف"، فإن التسجيلات لم تكشف معلومات جديدة، لكنها قدّمت شهادة مباشرة من داخل المنظومة، وأظهرت أن ما حدث كان نتيجة غطرسة استخباراتية، وتقديرات مضللة اعتبرت حماس "مردوعة" وتغضّ الطرف عن تعاظم قوتها.

كما وجّه حاليفا انتقادات قاسية لجهاز "الشاباك"، معتبرًا أنه شريك أساسي في الفشل، بعدما فشل في نقل معلومات حيوية من غزة في الوقت المناسب. وأوضح أنه، رغم تحمّل الاستخبارات العسكرية مسؤوليتها عبر تحقيقات واستقالات داخلية، فإن الحكومة الإسرائيلية ترفض حتى الآن تشكيل لجنة تحقيق رسمية.

التقرير أشار إلى أن حاليفا فنّد السردية الانتخابية لنتنياهو التي يدّعي فيها أنه "لو أيقظوه ليلاً لكان منع الهجوم"، مؤكّدًا أن الوثائق المتوفرة لم تُظهر تهديدًا وشيكًا، وأن نتنياهو لم يكن لينجح في منع ما جرى. واعتبر أن استمرار رئيس الحكومة في التمسك بمنصبه دون تحمّل المسؤولية يشكّل "خطرًا وجوديًا على الدولة".

كما كشفت التسجيلات أن إسرائيل كان بإمكانها التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن قبل نحو عام بشروط أفضل مما هو مطروح اليوم، لكن الحكومة اختارت تجاهل ذلك، ما أدى إلى معاناة طويلة للمختطفين وعائلاتهم.

وختم حاليفا بالتحذير من أن "القمح لن ينمو مجددًا طالما أن نفس الأشخاص يجلسون على الكراسي نفسها"، داعيًا إلى تغيير جذري في القيادة والسياسات، محذرًا من تكرار الفشل إذا استمر الوضع على حاله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com