مثلما السَّحرُ غَرِقَتْ بالنهار
مثلما المدى يَرتاحُ
أتَدرينَ حينَ تَتَغَيَّبُ الذِّكرى
تَفقِدُ الأنفاسُ نَفْسَها
مثلما الأمطارُ تَفقِدُ الرُّهامَ
يَعصِرُها الضبابُ
تُصبِحُ كالنَّوّارِ
تَنتعشُ من قلبِ الفوَّارِ
بسيطٌ لونُكِ مثلَ الحَبَقْ
يَغسِلُهُ النَّدى
يُودِّعُ الفَلَقْ
سَألوك جُوعي
يَرْهَبُها الفُجورُ
تُلامِسُها أفاعٍ مُغايِرَةٌ
تَشرَبُ منِ انفجاراتِ السُّمومِ
أنا لا أُحِبُّ أَرْبَعيني
وقد أُفارِقُ التَّنَفُّسَ بِدونِهِ
سَألوك جُوعي
وأعودُ إلى عُودي
حَفِظتُ أحرُفَها
وأنا الحنينُ
لم تَكنِ المسافةُ بعيدةً
بينَ الفِلسِ والطّينِ
حَمَلتُ طَحينَ المغفِرَةِ
نِمتُ عندَ حافَّةِ النَّبعِ
حَلِمتُ بالسُّوسَنَةِ
افترشتُ السِّنديانَ
حَمَلَتْني زوّادتي إلى الجوعِ
أفرَجَ عنِّي الموتُ في الجِنازَةِ
وتَكالَبَ بعضُ المُشَيِّعينَ على كَفَني
لاحَقَتْني مَرايا التَّماسِيحِ
عُدتُ إلى قليلٍ منَ الأصدقاءِ
أبتعِدُ بدونِ الهُنا
إلى غابةِ الهُناك
تَقاسَمتْني الأشجارُ الجائعةُ
وعَتمةُ الظَّهْرِ الدّامي
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق