في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتزايد التغطية الإعلامية الدولية لمشاهد المجاعة والكارثة الإنسانية، يشهد الرأي العام – لا سيما في الولايات المتحدة – تحولًا ملموسًا، خصوصًا بين الشباب وبعض أوساط الحزب الجمهوري. هذا ما أكده المحلل السياسي د. محمود يزبك في مقابلة مع موقع "بكرا"، حيث أشار إلى أن هذا التغير دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تعديل خطابه بشأن المجاعة، بعد أن أنكر وجودها بشكل كامل قبل أيام.

وقال د. يزبك: "المزاج الشعبي لدى الشباب وكذلك في الحزب الجمهوري يتغير، نتيجة لهذه المجاعة وسياسة التجويع التي نراها جميعًا على شاشات التلفزيون. هذا التغير في استطلاعات الرأي هو ما أجبر بايدن على التراجع عن الإنكار، ومحاولة الظهور أمام الجمهور الأمريكي والعالم كمن يبحث عن حل."

لا نية لإيجاد حلولا فورية 

لكن، رغم هذا التغير الظاهري، يعتقد يزبك أن لا نية حقيقية لدى الإدارة الأمريكية أو الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل فوري: "الهدف ليس الحل، بل تأجيله. يتم استخدام سياسة التجويع وسيلةً للضغط على حماس من أجل صفقة سياسية لا تتوافق مع المبادئ الإنسانية، وهي بالأساس تعكس هدفًا سياسياً لنتنياهو. لذلك، لا أتوقع أن نرى تغييرًا حقيقيًا في الأيام القريبة، لأن السياسات الأمريكية والإسرائيلية ما زالت متماهية."

وتابع يزبك: "المجاعة في غزة لم تعد فقط قضية فلسطينية داخلية، بل تحولت إلى مسألة تهم العالم كله. اليوم، حتى عائلات الأسرى الإسرائيليين بدأت تدرك أن ما يحدث في غزة يطال الأطفال والمدنيين جميعًا، وهو ما بدأ ينعكس في بعض الصحافة الإسرائيلية، وقد يتطور لاحقًا إلى ضغط شعبي على نتنياهو."

وأضاف أن سياسة التجويع الإسرائيلية لم تعد خفية، بل باتت موضوعًا مطروحًا حتى في وسائل الإعلام العبرية، وهو ما يعزز الضغوط الدولية ضد هذه الممارسات. ومع ذلك، ختم د. يزبك بالقول: "التغيير لن يكون قريبًا. هذه السياسات مترسخة، ولكن استمرار الضغط العالمي الشعبي هو السبيل الوحيد لدفع السياسيين في إسرائيل والولايات المتحدة لإعادة النظر في مواقفهم."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com