أجرت إيران هذا الأسبوع أول تجربة عملياتية لمنظومة الدفاع الجوي المتطورة S-400 "ترايمف" التي حصلت عليها مؤخرًا من روسيا، في خطوة تُعد تطورًا كبيرًا في قدرات الدفاع الجوي الإيراني، وسط تصاعد التوترات الإقليمية والدولية.

وبحسب تقارير إعلامية إيرانية ودولية، فإن هذه التجربة جرت في موقع عسكري سري، وهدفت إلى تقييم فعالية النظام في ظروف مشابهة للواقع العملياتي، بما يشمل رصد وتتبع أهداف جوية متعددة، والتعامل مع تهديدات محتملة في المجال الجوي الإيراني.

وتُعد منظومة S-400 من بين أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورًا في العالم، حيث تستطيع تتبع ما يصل إلى 80 هدفًا في وقت واحد، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، والطائرات بدون طيار، والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز. كما يمكنها اعتراض وتدمير 36 هدفًا بشكل متزامن، على مدى يصل إلى 400 كيلومتر وارتفاعات شاهقة.

ويُنظر إلى حصول إيران على هذه المنظومة المتقدمة كتحول نوعي في موازين القوى الدفاعية في المنطقة، خصوصًا مع التهديدات المتكررة التي تتعرض لها من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث اعتُبر ذلك خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرة إيران على حماية منشآتها الحيوية، لا سيما النووية والعسكرية.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تُثير ردود فعل من قبل دول غربية وإقليمية، على رأسها إسرائيل، التي تعتبر أي تعزيز للقدرات الدفاعية الإيرانية تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. كما يُتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على الديناميكيات العسكرية في الشرق الأوسط، وتدفع باتجاه سباق تسلح جديد في مجال أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.

ومن غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت روسيا قد سلمت منظومات أخرى من هذا الطراز إلى إيران، أو إذا كانت هذه الصفقة جاءت كجزء من تعاون عسكري أوسع بين البلدين في ظل التقارب السياسي والعسكري المتزايد بين موسكو وطهران في السنوات الأخيرة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com