في مقابلة لموقع "بكرا"، أكد سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، أمجد شبيطة، أن التصويت المرتقب في الهيئة العامة للكنيست على إقصاء النائب أيمن عودة هو لحظة فارقة، لا تتعلق بشخص عودة فقط، بل تمثل استهدافًا شاملًا للتمثيل السياسي العربي، ولقيم الحرية والتعددية والديمقراطية.
وقال شبيطة: "استهداف أيمن عودة ليس استهدافًا شخصيًا، بل هو استهداف لصوتنا وهويتنا وتمثيلنا السياسي. الوقوف اليوم ضد هذا الإقصاء ليس فقط دفاعًا عن عودة أو مقعد في الكنيست، بل هو دفاع عن حقنا في التعبير، في قول كلمة الحق، ورفضنا لحرب الإبادة والعنصرية التي تُمارس بحقنا كشعب".
وأضاف أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الكنيست تصويتًا من هذا النوع، بل الثانية خلال عام واحد، بعد محاولة إقصاء النائب عوفر كسيف، وهو ما يطرح تساؤلات خطيرة حول الاستهداف الممنهج لأعضاء الجبهة تحديدًا.
وأشار شبيطة إلى أن هذا الهجوم يأتي في ظل "أجواء سياسية مجنونة في إسرائيل خلال العامين الأخيرين"، حيث تقف كتلة الجبهة العربية للتغيير، كما وصفها، "وحيدة وشامخة في وجه الحرب والعنصرية"، مؤكدًا أن الجبهة كانت الكتلة الوحيدة التي قدّمت اقتراحًا لحجب الثقة عن الحكومة في الأيام الأولى للحرب، خلافًا لكل أطراف المعارضة التي صمتت أو أيدت.
"كوادر الجبهة في خط المواجهة"
وسلّط شبيطة الضوء على سلسلة من الإجراءات التي استهدفت نشاطات الجبهة ومؤسساتها، ومنها محاولة منع انعقاد مجلس الجبهة القطري، إغلاق نادي المؤتمر التاريخي في حيفا، والاقتحامات المتكررة لمكاتبها خاصة في الناصرة، إلى جانب التحقيقات والاعتقالات بحق شبابها وطلابها.
وأشاد شبيطة بصمود الشبيبة الشيوعية والجبهات الطلابية، وقال:"هؤلاء لا يهتزّون ولا يتراجعون، رغم كل الضغط والملاحقة. لكن علينا أن نتذكر أن الاستهداف لا يقتصر على الجبهة، بل يطال القيادة الوطنية كلها، من الشيخ كمال خطيب، إلى الأسير الإداري رجا إغبارية، وحتى الأكاديميين والفنانين والإعلاميين مثل سعيد حسنين ودلال أبو آمنة والبروفيسور نادر شلهوب".
"محاولات الترانسفير السياسي"
وأكد شبيطة أن الهدف الحقيقي من محاولات الإقصاء هو عزل القيادات السياسية العربية تمهيدًا للاستفراد بالمجتمع العربي، قائلاً:"إنهم يسعون إلى تنفيذ ترانسفير سياسي، مقدّمة لما هو أخطر. ولذلك، فإن تمسّكنا بالوحدة النضالية، خاصة الشراكة العربية اليهودية التقدمية، هو الرد الأنسب".
وثمّن شبيطة دور عشرات الحركات الاحتجاجية، الأكاديميين، الفنانين والسياسيين العرب واليهود الذين أطلقوا مبادرات ضد الإقصاء، مؤكدًا أن "الالتفاف الشعبي الواسع حول عودة والجبهة رسالة واضحة للسلطة: نحن أقوى مما تظنون".
"قانون الإقصاء وصمة عار"
وفي ختام حديثه، شدد شبيطة على أن القانون الذي يُستخدم لإقصاء النواب العرب يمثل "وصمة عار في تاريخ البرلمانات التي تدّعي الديمقراطية"، موضحًا أن أي قانون يُجيز للأغلبية أن تُقصي نوابًا لمجرّد اختلافهم السياسي أو القومي يتعارض مع أبسط القيم الديمقراطية.
ودعا شبيطة الجماهير إلى المشاركة في التظاهرة أمام الكنيست يوم التصويت، قائلاً: "نريد أن نُسمِع صوتنا ليس فقط للسلطة، بل للعالم بأسره، بأننا مصرّون على التمسك بمواقفنا المبدئية، ومواصلة النضال ضد الحرب، ومن أجل البقاء بكرامة في وطننا الذي لا وطن لنا سواه".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق