كشفت مصادر سورية أن رئيس الدولة أحمد الشرع (المعروف أيضًا باسم الجولاني) التقى يوم الإثنين برئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، ووصفت إحدى المصادر اللقاء بأنه "خطوة مهمة" في إطار المفاوضات السورية الإسرائيلية الجارية.
وبحسب التقرير، لم يكن هذا اللقاء هو الأول بين الطرفين، إلا أن توقيت اللقاء المزعوم أثار تساؤلات، حيث يتواجد هنغبي حاليًا في واشنطن ضمن وفد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ما يثير الشكوك بشأن صحة توقيت الاجتماع أو هوية المسؤول الإسرائيلي الذي التقى فعليًا الرئيس السوري.
وفي وقت سابق، تحدثت تقارير إعلامية عن تقدّم في اتصالات غير علنية بين سوريا وإسرائيل، لا ترقى إلى اتفاق سلام، بل تتمحور حول تفاهمات أمنية محدودة. وتقول تلك التقارير إن التقاطع النادر في المصالح بين الجانبين يتمثل في رغبة دمشق بجذب الاستثمارات ورفع العقوبات، مقابل سعي إسرائيل لضمان الأمن على حدودها الشمالية.
التفاهمات المحتملة لا تشمل تغييرًا في وضع هضبة الجولان، بل ترتكز على خطوات تدريجية في العمق السوري، كمنع التمركز الإيراني، إبعاد جماعات مسلحة، وضمان الهدوء في المناطق الحدودية. وتشير بعض المصادر إلى أن إسرائيل استخدمت المجال الجوي السوري لتنفيذ ضربات في إيران، في إشارة إلى تفاهمات ضمنية بين الجانبين.
ويستند الحوار إلى اتفاق فصل القوات الموقع بين البلدين عام 1974 بعد حرب أكتوبر، والذي لا يزال ساريًا رغم التوترات، وتعتقد إسرائيل أن بإمكان هذا الاتفاق أن يشكل أساسًا لتفاهمات أمنية محدثة.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد التقى قبل نحو شهرين بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في أول لقاء من نوعه منذ 25 عامًا. وجاء اللقاء بعد قرار ترامب رفع العقوبات عن سوريا، في محاولة لفتح صفحة جديدة. ودعا ترامب خلال اللقاء دمشق للانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام" وإبعاد "عناصر فلسطينية متطرفة" عن أراضيها.
من جهته، قال الشرع عقب اللقاء إن سوريا تلتزم بأن تكون "بلدًا للسلام والتعاون"، مشددًا على رفضها للتحزبات الإقليمية أو محاولات تقسيمها، ومؤكدًا أن سوريا "تنتمي لكل السوريين".
لا توجد حتى الآن تأكيدات رسمية من الجانبين حول اللقاءات، فيما تبقى تفاصيل التحركات الدبلوماسية خاضعة للسرية في ظل حساسية الملف.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق