كشفت وكالة "رويترز" عن وثائق حصلت عليها، تتضمن تفاصيل خطة مثيرة للجدل تقترح إنشاء "مناطق عبور إنسانية" واسعة النطاق داخل قطاع غزة وربما خارجه، بهدف إعادة تنظيم أوضاع السكان الفلسطينيين، بتكلفة تقديرية تفوق 2 مليار دولار.

الخطة التي نُسبت إلى منظمة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" — والتي تقول إنها تعمل في مجال الإغاثة وبدعم أميركي — تنص على إنشاء مخيمات مؤقتة وكبيرة لاستيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين، ضمن مساحات مجهّزة بخدمات أساسية، من غسيل ومراحيض ومدارس، وتُدار تحت إشراف مباشر من المؤسسة، بهدف ما وصفته الوثيقة بـ"إزالة التطرف وإعادة الاندماج والاستعداد للانتقال الطوعي إن رغبوا".

تُشير إحدى الوثائق المؤرخة في 11 شباط/فبراير 2024، إلى أن المرحلة الأولى من المشروع تستهدف بناء 8 مخيمات، كل منها يتسع لمئات الآلاف، على أن يكون أول مخيم جاهزًا خلال 90 يومًا من بدء التنفيذ. وتُظهر خريطة مرفقة بالوثائق مواقع محتملة للمخيمات خارج غزة، منها مصر وقبرص، وأماكن أخرى وُصفت بأنها "وجهات إضافية؟".

وتأتي الخطة متوافقة من حيث التوجّه العام مع تصريحات سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال علنًا في 4 شباط/فبراير إن بلاده يجب أن "تسيطر" على غزة وتحوّلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" بعد إعادة توطين السكان في أماكن أخرى.

وبحسب الوثائق، تعتبر "مناطق العبور" المرحلة الثانية بعد فتح نقاط توزيع الغذاء، وهي خطوة بدأتها "مؤسسة غزة الإنسانية" بالفعل في مايو/أيار الماضي، في محاولة "لكسب ثقة السكان وتسهيل تطبيق رؤية ترامب لغزة"، وفق تعبير الوثائق.

في المقابل، نفت المؤسسة صلتها المباشرة بالخطة، ووصفت الشرائح بأنها "جزء من دراسات نظرية لا تمثّل مقترحًا فعليًا". كما نفت شركة SRS المتعاقدة معها علاقتها بالخطة، رغم أن اسمها ورد ضمن شرائح الوثيقة.

منظمات حقوقية وإنسانية أعربت عن قلقها البالغ من مضمون الخطة، خاصة ما يتعلق بإمكانية التهجير القسري تحت غطاء "الانتقال الطوعي"، ووصفت الأمم المتحدة تحركات المؤسسة بأنها "غير آمنة وتنتهك الحياد الإنساني"، مشيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 613 شخصًا في محيط نقاط الإغاثة التي تديرها.

في غزة، رفضت حركة حماس الخطة بشكل قاطع، واعتبر مدير مكتب الإعلام الحكومي إسماعيل الثوابتة أن المؤسسة "أداة استخباراتية تعمل تحت غطاء إنساني زائف".

وبحسب "رويترز"، فإن المشروع لم يحرز تقدمًا فعليًا بسبب صعوبات مالية، أبرزها فشل المؤسسة في فتح حسابات مصرفية لجمع التبرعات بعد رفض بنوك عالمية التعاون معها، مثل "يو بي إس" و"غولدمان ساكس".

وتأتي هذه التسريبات في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من 9 أشهر، والتي أدت وفق وزارة الصحة إلى استشهاد أكثر من 57 ألف فلسطيني، وتسببت في نزوح داخلي شبه كامل، وسط انهيار إنساني حاد ونقص شديد في الغذاء والمياه والخدمات الأساسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com