في أعقاب إعلان الجنرال السابق غادي أيزنكوت انسحابه من حزب "معسكر الدولة"، يرى المحلل السياسي محمد دراوشة أن هذه الخطوة تمثل لحظة مفصلية في السياسة الإسرائيلية، وتكشف في الوقت ذاته عن عمق الأزمة التي تعصف بأحزاب المعارضة.

وفي مقابلة مع موقع "بكرا"، قال دراوشة إن "انسحاب أيزنكوت لم يكن مجرد انشقاق شخصي، بل مؤشر خطير على حالة التفتت داخل البنية التنظيمية لأحد أبرز أحزاب المعارضة".

وأضاف أن أيزنكوت "ليس مجرد شخصية عسكرية سابقة، بل يتمتع بثقة جماهيرية عابرة للمعسكرات السياسية، من اليسار إلى اليمين المعتدل، لما يملكه من خطاب متزن ورؤية أمنية واضحة". وبرأيه، فإن خروجه من الحزب يُشكل ضربة قاسية لبيني غانتس، الذي "سارع إلى التخلّي عن اسم 'المعسكر الرسمي' والعودة إلى 'كاحول لافان'، في محاولة يائسة لاحتواء الضرر واستعادة بعض من شعبيته المتآكلة".

أزمة بنيوية داخل الحزب
وأشار دراوشة إلى أن الخلافات بين غانتس وأيزنكوت، خاصة فيما يتعلق برفض غانتس إجراء انتخابات داخلية واحتكاره آلية اتخاذ القرار، "كشفت عن تآكل الديمقراطية الداخلية للحزب، وزادت من الانطباع بأن الحزب يتّجه نحو التفكك لا التجديد".

ثلاثة معسكرات قادمة؟
وفي ما يتعلق بتداعيات الخطوة على الخارطة السياسية، لفت دراوشة إلى أن استطلاعات الرأي تُظهر احتمال إعادة تشكيل المشهد السياسي عبر ثلاث كتل رئيسية: الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو، كتلة وطنية جديدة محتملة بقيادة أيزنكوت وحزب مفترض بقيادة نفتالي بينيت.

وأوضح دراوشة أن أيزنكوت قد يُنشئ حزبًا مستقلًا أو يتحالف مع جهات قائمة مثل "هناك مستقبل" برئاسة يائير لابيد أو حزب "الديمقراطيين"، مشيرًا إلى أن "التحالفات المقبلة قد تغيّر ميزان القوى، لكنها حتى الآن تفتقر إلى قيادة موحدة أو رؤية استراتيجية بديلة قادرة على مقارعة هيمنة اليمين".

المعارضة في أزمة وجودية
وختم دراوشة حديثه لموقع "بكرا" بالقول:"المعارضة تعيش أزمة بنيوية وسياسية حقيقية. انسحاب أيزنكوت قد يكون بداية إعادة الهيكلة، لكنه أيضًا قد يُسرّع في تفتيت المعارضة إلى كيانات متنافسة، بلا تأثير حقيقي في موازين الحكم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com