في لقاء خاص مع موقع "بكرا"، أدلى شاب عربي من بلدة جولس بشهادته حول حادثة اعتداء عنيف تعرّض لها على يد أحد عناصر الشرطة في مدينة كرميئيل، وذلك أثناء تواجده هناك برفقة أصدقائه. الشاب يروي تفاصيل التوقيف، الضرب، والتحقيق الذي جرى دون حضور محامٍ، مشيرًا إلى أن ما حدث يعكس تصاعدًا خطيرًا في تعامل الشرطة مع المواطنين العرب، خصوصًا في ظل أجواء متوترة بعد الحرب.

قال الشاب: "وقعت الحادثة يوم أمس، قرابة الساعة السادسة مساءً، حين كنت برفقة أصدقائي في مدينة كرميئيل. أوقفنا شرطي مرور بينما كنا داخل السيارة. الشرطي نفسه كان قد أوقفني قبل أربعة أيام أثناء وجودي مع أصدقائي، حيث قام بتفتيشنا وتفتيش السيارة، وأجرى فحصًا دقيقًا. وبعد أن أنهى التفتيش في حينه، قال لنا: "غادروا المكان ولا تعودوا"، ووجّه إليّ تهديدًا صريحًا في حال عدت إلى كرميئيل مجددًا.

بدأ فورًا بالاعتداء عليّ بالضرب

في حادثة الأمس، طلب مني شرطي المرور رخصة القيادة أو رخصة المركبة، لكنها لم تكن بحوزتي. أخبرته أن بإمكاني تزويده برقم هويتي، واقترحت عليه أن أتصل بأحد أفراد عائلتي لإحضارها. في تلك اللحظة، صادف مرور الشرطي ذاته الذي هدّدني سابقًا، ولما شاهد سيارتي، أوقف مركبته وترجّل منها، واقترب منا وبدأ فورًا بالاعتداء عليّ بالضرب، دون أي مبرر.

لم يسمحوا لي باحضار محامي

اقتادوني بعد ذلك إلى مركز الشرطة، ووضعوني في غرفة خالية من الكاميرات. بقيت هناك لمدة خمس ساعات، في مركز شرطة كرميئيل، حيث خضعت للتحقيق. وعندما سُئلت إن كنت أرغب في حضور محامٍ، أجبت بالإيجاب، إلا أن الشرطي الذي اعتدى عليّ رفض ذلك، ومنعني من الاستعانة بمحامٍ أثناء التحقيق.

اتهموني بعدم التعاون ورفض تقديم الهوية، كما وجهوا لي اتهامات لا أساس لها من الصحة، منها إثارة الفوضى والتحريض داخل المدينة. بينما الواقع أنني أزور كرميئيل فقط لزيارة قريبي الذي يملك متجرًا هناك. وهناك الكثير من اليهود الذين يزورون بلداتنا، ولا نتعرض لهم بأي أذى.

أضرار جسدية وتحركات قانونية

الأجواء في كرميئيل باتت أكثر توترًا، والعنصرية آخذة في التصاعد. أنا شخصيًا لا أفتعل أي مشاكل. بعد انتهاء التحقيق، أُفرج عني بشرط عدم دخول كرميئيل لمدة أسبوع، وإلا سأتعرّض لغرامة مالية.

توجهت مباشرة إلى المستشفى، حيث تبيّن أنني مصاب بكسر في الأنف، وأن أنفي تحرك من مكانه، بالإضافة إلى تشوش في الرؤية. أنا بحاجة إلى مواصلة العلاج وإجراء الفحوصات اللازمة، وحاليًا لا أتمكن من العودة إلى عملي.

سأجتمع في وقت لاحق مع محامٍ من أجل دراسة إمكانية تقديم شكوى رسمية ضد الشرطي، لا سيما أن مظاهر العنصرية تصاعدت بشكل ملحوظ بعد الحرب".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com