في تصريح خاص لموقع "بكرا"، دعا المحلل السياسي محمد دراوشة إلى ضرورة إنهاء الحرب الجارية في غزة، معتبرًا أن ما يجري ليس مجرد صراع عسكري، بل زلزال إنساني مستمر يهدد أساس الحياة الفلسطينية برمّتها. وأكد دراوشة أن عشرين شهرًا من النزيف حوّلت الحياة في غزة إلى اختبار يومي للبقاء، وسط غياب الإرادة الدولية لإيقاف الكارثة، واستمرار الحصار الخانق الذي دمّر مقومات المجتمع.
وشدد دراوشة على أن الكرامة الفلسطينية لم تُنتهك فقط، بل "سُحقت تحت أقدام الصراعات والمصالح المتضاربة"، وأن الحرب اغتالت أحلام الأمهات، ومستقبل الشباب، وطمأنينة الشيوخ، ولم تترك مجالًا سوى للبؤس الجماعي.
المشهد السياسي
وفي تقييمه للمشهد السياسي، أوضح دراوشة أن إنهاء الحرب مع ايران لا يكتسب أي معنى حقيقي ما لم يُترجم إلى خطة سياسية شاملة تنهي الحصار وتعيد الإعمار وتفتح الباب أمام تمثيل سياسي عادل. وقال: "لا يمكن القبول بتسويات تُملى من الخارج، أو بخطط لا تعبّر عن أولويات الشعب الفلسطيني، ولا يُمكن استبدال سلطة قائمة بأخرى تفتقر إلى الشرعية والمصداقية".
وأكد أن المطلوب اليوم مشروع وطني فلسطيني جامع، يقوم على التعددية والشراكة، وتديره قيادة نزيهة وشفافة ترى في كل فلسطيني فاعلًا لا تابعًا، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل حكومة انتقالية مهنية في غزة تمهّد الطريق نحو استعادة الوحدة السياسية والجغرافية، بعيدًا عن منطق الإقصاء أو المحاصصة.
الخطوات الأولى
واعتبر دراوشة أن أولى الخطوات العملية تبدأ بمبادرة شجاعة من حماس للإفراج عن الرهائن، يقابلها التزام إسرائيلي بإطلاق سراح الأسرى ضمن صفقة متوازنة قائمة على العدالة واحترام الكرامة الإنسانية، مع توفير مخرج آمن للمقاتلين دون المساس بشرعية النضال الفلسطيني.
ودعا المجتمع الدولي إلى تقديم دعم حقيقي ينبع من احترام الإرادة الفلسطينية، لا من منطق الوصاية أو الإملاء، مقترحًا أن تكون هناك قوة أمنية عربية-فلسطينية مشتركة لترسيخ الأمن بشرط وضوح التفويض واحترام السيادة الفلسطينية.
وختم دراوشة تصريحه برسالة واضحة: "لا يمكن لأي خطوة أن تنجح دون رفع كامل للحصار، وفتح المعابر، وانسحاب شامل، فالأمن لا يُبنى على ركام المنازل، بل على أساس العدالة والكرامة والمشاركة. آن الأوان لوقف هذه الكارثة، ولبناء مشروع حياة يليق بالفلسطينيين".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق