في تطوّر مفاجئ وغير مسبوق، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل إلى وقف هجماتها فوراً على إيران، محمّلاً تل أبيب وطهران المسؤولية المشتركة عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار. ترامب كتب على منصته: "لا تلقوا القنابل. إذا فعلتم، ستكون خرقاً خطيراً. أعيدوا الطيارين إلى ديارهم الآن". وأضاف بغضب: "إسرائيل يجب أن تهدأ. عليّ أن أجبرها على ذلك. لا أعرف ماذا يفعلون بحق الجحيم".

وسط هذه التصريحات النارية، قدّم لنا د. الداد فردو، المحاضر في الجامعة العبرية والمختص في الشأن الإيراني، تحليلا معتبرًا أن هذا التوتر قد يكون نهاية جولة، لا بداية لحرب شاملة. وقال د. فردو في حديث خاص إن "الحرب الحالية انتهت، والطرفان – إسرائيل وإيران – يرغبان بذلك. وقف إطلاق النار سيستمر، لكن السؤال إلى متى؟ ومتى قد تندلع الأمور مجددًا؟".

إيران المعزولة: تحوّل إقليمي وضغوط داخلية

وأوضح د. فردو أن قدرة إيران على التصعيد محدودة بسبب عزلتها الإقليمية والدولية المتزايدة. "كل الشركاء تخلوا عنها، من الصين إلى سوريا وحتى أنصار الله- الحوثيين في اليمن"، مضيفًا أن "إيران تواجه العالم وحدها، وهذا ينعكس على الخطاب داخل النظام الإيراني، حيث بدأت ترتفع الأصوات الداعية إلى إعادة النظر في النهج القائم، ليس بهدف التقارب مع إسرائيل، بل على الأقل التراجع عن خطاب الإبادة".

وأشار إلى أن ضربات داخلية متعددة أضعفت طهران، بينها تغييرات في بنية النظام، وتحديات في أذربيجان، والخروج غير المنسق لحماس في السابع من أكتوبر، الذي كشف هشاشة محور المقاومة. كما لفت إلى أن إيران قدّرت ضعف القومية العربية في المنطقة، لكن موقف العراق ومصر أظهر خلاف ذلك، مؤكدًا أن "القومية العربية لا زالت قوية".

الرأي العام الإيراني محجوب… لكن ليس إلى الأبد

وحذّر د. فردو من تطورات داخلية محتملة في إيران، قائلاً إن "الشعب الإيراني لا يعرف كامل الحقيقة حتى الآن، بفعل التعتيم الإعلامي وقطع الإنترنت، لكن واضح أنه لاحقاً سيكون تحرك في الشارع ضد النظام، خاصة في ظل الخسائر الفادحة التي تكبدها أمام إسرائيل".

كلام د. الداد فردو، المستند إلى تحليل ميداني وإقليمي، يعكس اتجاهاً يرى في الهدنة فرصة مرحلية مهمة، وفراغاً استراتيجياً في طهران قد يعيد رسم الخريطة السياسية في الشرق الأوسط.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com