انطلقت صباح اليوم (الثلاثاء) في الكنيست جلسة خاصة للجنة البرلمانية، لمناقشة طلب إقصاء النائب **أيمن عودة**، رئيس حزب *الجبهة والعربية للتغيير*، وذلك بسبب مواقفه العلنية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة وتصريحاته التي وصفت بأنها "تحريض على الجيش".
الطلب يأتي بدفع من نواب اليمين في الائتلاف، استنادًا إلى البند 7أ من قانون أساس الكنيست، والذي يتيح إقصاء نائب يُزعم أنه يدعم "الكفاح المسلح ضد الدولة" أو "ينكر طابعها اليهودي والديمقراطي" أو "يحرّض على الإرهاب"، وفقًا لمزاعم مقدمي الطلب.
أجواء الجلسة: تحريض علني وتهديدات مباشرة
الجلسة شهدت أجواء متوترة وتصعيدًا لفظيًا خطيرًا، إذ وُجهت للنائب عودة تهديدات صريحة من قبل نواب يمينيين، من بينها قول أحدهم:
"يجب أن نُوقفكم أمام فرقة إعدام."
وفي رده على هذه التصريحات، قال النائب عودة:
**"من يحاول تصويري كمتطرف بسبب مواقفي الإنسانية، يفعل ذلك لأنني أخاطب الشعبين معًا، وهذا ما يخيفهم. المتطرفون الحقيقيون هم من ينادون بإبادة الشعب الفلسطيني ويطلقون مواقف عنصرية ضد الطرفين."**
كاتس: "عودة هو الجبهة الثامنة"
رئيس لجنة الكنيست، النائب أوفير كاتس (الليكود)، افتتح الجلسة باتهام مباشر لعودة قائلًا:
**"إسرائيل تخوض حربًا على سبع جبهات، وأيمن عودة هو الجبهة الثامنة."**
وأضاف أن مواقف عودة "لا تقع ضمن حرية التعبير"، بل اعتبرها "وقوفًا صريحًا إلى جانب العدو".
المحامي حسن جبارين، الذي يمثّل النائب عودة، أكد أن الإجراءات المتبعة "غير قانونية من الأساس"، وقال:
**"المنشور الذي استند إليه الطلب، والمتعلق بدعم صفقة تبادل الأسرى، قانوني بالكامل ولا يحتوي على أي مخالفة قانونية أو سياسية."**
من جهة أخرى، وجّه عشرات النواب في البرلمان الأوروبي رسائل عاجلة إلى رئيس الكنيست **أمير أوحانا**، طالبوا فيها بإلغاء الجلسة، محذرين من أن **"قمع صوت نائب منتخب بسبب مواقفه السياسية لا يهدد الديمقراطية فحسب، بل يقوضها من الداخل."**
وأضافوا أن محاولة إقصاء عودة "تحمل رسالة خطيرة للعرب داخل إسرائيل: أن تمثيلهم البرلماني مشروط، وغير مضمون".
عودة: سنلجأ إلى المحكمة العليا
النائب عودة ومحاموه أعلنوا استعدادهم للتوجه إلى المحكمة العليا في حال أقرّت اللجنة قرار الإقصاء، مؤكدين أن القضية لا تتعلق بشخصه فقط، بل بحرية العمل السياسي والتمثيل العربي في الكنيست.
عودة: مواقفنا إنسانية ومواقفكم أنتم تدعو للفوقية اليهودية!
رئيس الجلسة كاتس: إسرائيل مقابل سبع جبهات وعودة هو الجبهة الثامنة!
في أعقاب قرار لجنة الكنيست بدء إجراءات عزله، قال النائب أيمن عودة خلال كلمته في لجنة الكنيست: “يريدون وسمِي كمتطرف. يحاولون إسكاتي لأنني أتحدث دائمًا إلى كلا الشعبين. حتى ما كتبته كان بالعبرية وعن الشعبين، كتبت: أنا سعيد من أجل تحرّر المختطفين والأسرى. من هنا يجب تحرير الشعبين من نير الاحتلال. لأننا كلنا ولدنا أحرارا".
على هذا يعتبرونني متطرفًا!! بينما من قتل ٥٤ ألف إنسان في غزّة هو المعتدل؟!
لو وضعت مواقفي بكل مكان في العالم لاعتبرني العالم إنسانًا يعبّر عن السلام والعدل والديمقراطية ولاعتبركم أنتم المتطرّفين.
وأضاف عودة مؤكدًا: “صوتنا هو الصوت القيمي – الصوت الذي يشكل إجماعًا عالميًا – وهو يُعتبر متطرفًا فقط في إسرائيل. لست أنا المتطرف هنا، أنتم المتطرفون.”
واختتم بالقول: “أنتم من سيتراجع. أما أنا، فلن أتراجع عن أي كلمة، ولا عن أي حرف، ولا عن فاصلة، ولا حتى عن نقطة. التاريخ سيُنصفني، وهو من سيحكم عليكم.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق