قال الدكتور رفعت سيد أحمد المفكر القومي والخبير الاستراتيجي المصري لموقع بكرا إنه لا يُعول على القمة العربية التي ستعقد اليوم السبت في بغداد لوقف الحرب على غزة ، ليس فقط اليوم، بل منذ نشأتها للأسف، باستثناء الفترة القصيرة التي برز فيها دور الزعيم جمال عبد الناصر، وخاصة في النصف الثاني من الستينيات.

وأضاف: خلافًا لتلك الفترة، فإن تاريخ القمم العربية هو في الغالب تاريخ من الكلام والإنشاء وقرارات لا تنفذ، فضلًا عن الاكتفاء بملء الفراغات بمواقف نظرية لا عملية.

وتابع: ما دامت قضية الدفاع العربي المشترك وتوحيد الجيوش العربية تجاه الاحتلال الاسرائيلي، في تراجع مستمر، بل في ظل وجود تطبيع مجاني من بعض الدول العربية، ومليارات تُمنَح لأمريكا، التي بدورها تدعم إسرائيل بطائرات ومساعدات عسكرية وغيرها، فإننا نشهد استخفافًا بالعقول والذقون العربية.

وأشار د. سيد أحمد إلى أن غياب اتفاقيات الدفاع المشترك، وغياب المواقف الموحدة ضد التطبيع، وعدم استخدام الورقة الكبرى وهي النفط للضغط على أمريكا، التي تمثل الداعم الأول لإسرائيل، كلها أسباب تجعل هذه القمة قمة بلا فعالية، بلا مضمون.

قمة بلا دسم 

وقال : نحن أمام قمة بلا دسم، لأن الجوهر الحقيقي وهو الدفاع وتوحيد الجيوش في تراجع تاريخي، واليوم يتراجع أكثر فأكثر، خاصة بعد زيارة ترامب لدول الخليج، والتي حصل فيها على نحو أربعة تريليونات دولار مجانية، في حين أن غزة لا تحتاج لأكثر من 55 مليار دولار فقط.

وأضاف الخبير الاستراتيجي: كان الأجدر بهذه الدول، التي تُنفق بسخاء خوفًا من المجهول، أن تمنح هذه الأموال لغزة لإطفاء الحرائق بدلًا من زيادتها، فالأموال التي حصل عليها ترامب تُموَل بها الأسلحة الإسرائيلية، ما يؤدي إلى استمرار الإبادة الجماعية، بهدف تهجير سكان القطاع وتفريغه، وضمه لإسرائيل، تمهيدًا لإنشاء ما يسمى بممر داوود، الذي يمتد من جنوب سوريا إلى مناطق الأكراد في العراق، في إطار مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات.

وختم د. سيد احمد بالقول : "القمة العربية في بغداد لا تحمل سوى جانب إيجابي وحيد، هو انعقادها في بغداد، عاصمة العروبة، التي لطالما ارتبط بها التاريخ العربي في مراحله الحاسمة، ولكن هذا الاحتضان الرمزي يحتاج إلى فعاليات حقيقية، وهو ما يبدو محدودًا جدًا حتى الآن. وبالتالي، فإن هذه القمة، كسابقاتها، لن تحقق إلا البيانات والتصريحات دون نتائج حقيقية."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com