انطلقت صباح اليوم الجمعة في مدينة القدس أعمال “مؤتمر إجا الوقت – المؤتمر الشعبي للسلام”، بمشاركة واسعة من اليهود والعرب، نساءً ورجالًا، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني وحراكات ديمقراطية، تحت مظلة “تحالف السلام” الذي يضم في صفوفه حراك “نقف معًا” إلى جانب حركات أخرى تناضل من أجل بديل سياسي عادل.
ويُعقد اليوم الحدث المركزي للمؤتمر في مباني الأمة بالقدس، بعد فعاليات تم تنظيمها يوم أمس في المدينة، بحضور الآلاف، ويتضمن جلسات حوارية، عروضًا ثقافية، ومداخلات من عشرات المتحدثين اليهود والعرب، تحت شعار موحّد: “نعم لإنهاء الحرب فورًا، نعم للسلام”.
يأتي هذا المؤتمر في ظل مرور أكثر من عام ونصف على الحرب الدامية في قطاع غزة، التي خلّفت دمارًا واسعًا وخسائر بشرية فادحة، وفي وقت تتجه فيه الحكومة الإسرائيلية إلى مزيد من التصعيد وتوسيع العمليات العسكرية.
وفي بيان صادر عن حراك “نقف معًا” جاء:
“نحن هنا، في المؤتمر الشعبي للسلام، لأن الدماء التي تُسفك بلغت حدًا لا يُطاق. كم من الموت يجب أن نتحمل بعد؟ كم من الأبرياء، فلسطينيين وإسرائيليين، يجب أن يدفعوا الثمن؟ كم من الأطفال يجب أن يموتوا لأجل أوهام مهووسة؟ كم من العائلات يجب أن تنهار؟ وكم من المختطفين يجب أن يُضحّى بهم؟ نحن هنا لأننا نرفض الاستسلام، نرفض حرب نتنياهو، ونؤمن بأن هناك حلًا.
نحن هنا لأن وقت السلام قد حان، وما زلنا في بدايته. انضموا إلينا وشاركونا الطريق نحو التغيير.”
رسائل دعم دولية:
بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برسالة مصورة قال فيها: "قلوبنا مع العائلات الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء. أحيّي الشجعان الذين يعملون اليوم من أجل حياة مشتركة وسلام".
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تسجيل مصوّر من رام الله: "السلام ممكن. ومن خلال العدالة نستطيع أن نضمن الأمن والمستقبل لجميع شعوب المنطقة".
رسائل من ميدان النضال:
قالت سمية بشير من حركة "نساء يصنعن السلام": "كامرأة، نختار الحياة حتى وسط الدمار. لا نرد بالصمت أو الانكفاء، بل بالفعل".
وقال عضو الكنيست أيمن عودة: "حتى في خضم الحرب، يواصل اليهود والعرب النضال معًا. معًا فقط سننتصر. أقول للمواطنين اليهود – لستم وحدكم في هذا الجهد من أجل السلام. نحن معكم".
وأضاف النائب أحمد الطيبي: "في غزة يُقتل طفل كل ساعة. أنا أُصغي لألم العديد من العائلات في إسرائيل، لكن من وسط هذا الألم يجب أن نصرخ: يجب إنهاء هذه الحرب اللعينة".
كما تحدث في المؤتمر رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، النواب يائير غولان، نعما لازيمي، غلعاد كريب، ألون شوستر، وشخصيات عامة أخرى.
رافق المؤتمر عروض فنية متواصلة قدّمها عدد من أبرز الفنانين، من بينهم ميرا عوض، صفاء حتحوت، طاز، أخينوعم نيني، ياعيل ديكلباوم وآخرون.
مؤتمر السلام الشعبي، المدعوم جزئيًا من "الصندوق الجديد لإسرائيل"، يُعد ذروة حملة "لقد حان الوقت" – ائتلاف مدني متنامٍ يضم أكثر من 60 منظمة تعمل على إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من خلال اتفاق سياسي قائم على الأمل والمصالحة.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق