قُتلت الليلة الماضية الناشطة الاجتماعية سوزان عبد القادر بشارة (42 عامًا) في مدينة الطيرة، إثر تعرضها لإطلاق نار داخل سيارتها. وقد فتحت الشرطة تحقيقًا في ملابسات الجريمة، فيما تشير التقديرات الأولية إلى أن الخلفية جنائية.
ويُشار إلى أن هذه الحادثة تأتي في وقت تشهد فيه مدينة الطيرة تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف، حيث ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في المدينة منذ بداية العام الجاري إلى ثمانية أشخاص.
الفقيدة سوزان كانت من الشخصيات الناشطة مجتمعيًا والمعروفة بعطائها ومبادراتها الإنسانية، ما جعل وقع الجريمة صادمًا وموجعًا على كل من عرفها، داخل المدينة وخارجها.
سميرة حاج يحيى لبكرا بعد مقتل سوزان عبد القادر: "لا الكلمات تسعفنا، ولا الاحتجاجات توقف شلال الدم"
في أعقاب الجريمة المروّعة التي أودت بحياة الأم المثالية والناشطة الاجتماعية سوزان عبد القادر بشارة، تحدثت الإعلامية سميرة حاج يحيى لموقع "بكرا" معبّرة عن ألمها واستنكارها الشديد لما يحدث في المجتمع العربي، قائلة:
"لا الكلمات تسعفنا، ولا الاحتجاجات توقف شلال الدم. قلوبنا انفطرت لزهرات في ربيع العمر تُقتل دون ذنب، وقلوبنا لم تعد تحتمل هذا الحزن الذي يسكننا، والغضب الذي يسري في عروقنا لما آلت إليه الأوضاع في مجتمعنا."
وأضافت: "نحن لا نُعقّب على جريمة عادية، بل على جريمة اغتالت إنسانة كانت نموذجًا يُحتذى به في العطاء، في الأخلاق، في الكرم الإنساني والعمل الخيري. كانت بصماتها واضحة في كل منحى وكل زاوية مرت بها، وهذه الجريمة لا تمس فقط أسرتها وأحباءها، بل أدْمت قلوب الجميع، ومزّقت نسيجنا المجتمعي، وكشفت عن عُمق الجريمة التي تغلغلت فينا."
وأشارت حاج يحيى إلى أن "السكوت لم يعُد خيارًا، ولا يمكن أن نصمت أمام قتل النساء، القاصرين، الأطفال، الشباب والمسنين. لا يمكن تبرير العنف بأي شكل من الأشكال. حياة المرأة ليست مباحة، وكرامتها ليست محل نقاش".
لا الكلمات تسعفنا، ولا الاحتجاجات توقف شلال الدم
وشددت على أن "خسرنا إنسانة ثمينة، كان لها أثر جميل في حياة من حولها. ولن نسمح أن تُمحى ذكراها بصمت أو تجاهل. العدالة لا تكتمل فقط بمحاسبة المجرم، بل بمنع الجريمة القادمة. العدالة تبدأ من التغيير المجتمعي، من التربية، من رفع الصوت والمطالبة بالحماية، من نشر ثقافة الاحترام والمساواة."
وفي ختام حديثها، قالت الإعلامية: "الرحمة لروحها الطاهرة، والصبر والسلوان لوالدتها الثكلى، لشقيقاتها، لزوجها المحب، لأبنائها المكلومين، ولكل من عرفها وأحبها. وليكن هذا الوجع الذي نخوضه اليوم دافعًا حقيقيًا للتغيير، لا سببًا لمزيد من الصمت واللامبالاة."
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق