"بيان الطيارين ليس مجرد نداء داخلي.. بل لائحة اتهام سياسية مدوّية"
في مقابلة مع موقع "بكرا"، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول أن البيان الذي أصدره أكثر من 950 ضابطًا وجنديًا من سلاح الجو الإسرائيلي يمثل "تطورًا مفصليًا" في المشهد السياسي والأمني داخل إسرائيل، مؤكدًا أنه "يتجاوز مجرد حالة احتجاج داخلية، ليصل إلى ما يشبه لائحة اتهام مباشرة ضد القيادة السياسية وعلى رأسها بنيامين نتنياهو".

الطيارون: الحرب لم تعد تخدم الأهداف الأمنية
وقال مخول: "اللافت في البيان أنه لم يأتِ على شكل انتقاد موارب، بل صيغ بلغة واضحة وصريحة؛ حيث أعلن الضباط أن استمرار الحرب لا يخدم أيًا من أهدافها المعلنة، بل يعرّض حياة المختطفين وجنود الجيش والمدنيين للخطر، ويُستخدم لتغذية مصالح سياسية وشخصية".

وأضاف: "ما ورد في الرسالة، من مطالبة بوقف الحرب بشكل فوري مقابل إعادة المختطفين، هو ضربة موجعة للسردية الرسمية التي طالما ربطت الحرب بالأمن القومي. هنا نرى المؤسسة العسكرية – أو جزءًا فاعلًا فيها – تشكك لأول مرة في جدوى الحرب وجدّية أهدافها".

تفاعل دولي... والتقاطع مع إدارة ترامب
وأشار مخول إلى أن "الرسالة تجاوزت الساحة الإسرائيلية الداخلية، وهناك مؤشرات قوية على تفاعل دولي معها، خصوصًا من قبل إدارة ترامب، التي أبدت بدورها مواقف متناغمة مع هذا الخطاب. فقد أعلن ترامب خلال لقائه الأخير مع نتنياهو أن إعادة المختطفين أولوية، وأن الحرب ستنتهي قريبًا، وهو ما يعكس تقاطعًا واضحًا بين حراك الضباط ومواقف الإدارة الأمريكية".

فشل في كبت التمرد... وتعاظم لحراك الأسرى
ورأى مخول أن فشل المؤسسة العسكرية في منع نشر الرسالة أو سحب التواقيع زاد من الزخم الشعبي والاحتجاجي، خصوصًا من جهة عائلات الأسرى والمحتجزين. "هذا الحراك بات أكثر اتساعًا وتماسكًا، وهو مستمر في إحراج القيادة السياسية والضغط من أجل صفقة تبادل توقف الحرب"، بحسب قوله.

وأكد أن "محاولات نتنياهو للتقليل من أهمية البيان من خلال وصفه بأنه صادر عن مجموعة هامشية متطرفة، هو محاولة استباقية لمنع أي تحرك رسمي من رئيس الأركان وقائد سلاح الجو لفتح حوار مع الضباط الموقعين، وهي خطوة تعكس عمق الأزمة التي يواجهها".

رفض متصاعد... واحتمالات انقلاب في الجيش
وحول تداعيات البيان، قال مخول: "نحن أمام حالة تذمر آخذة بالاتساع داخل صفوف الجيش، وهناك مؤشرات على أن رفض الخدمة العسكرية في غزة قد يتزايد. ومن الواضح أن القيادة السياسية والعسكرية فشلت في كتم صوت التمرد الداخلي، ما يُعد دفعة قوية لحراك عائلات المختطفين".

وختم مخول حديثه بالقول: "لا يمكن اعتبار بيان الطيارين مجرد حراك سلمي داخلي، بل هو تحدٍّ مباشر لمواصلة الحرب، ولمشروع التهجير والتطهير العرقي. هذه الرسالة تشكّل اليوم قوة ضاغطة مؤثرة، وقد تسرّع الوصول إلى صفقة تبادل شاملة، تُنهي الحرب وتعيد الأسرى".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com