لقاء مع الأستاذ شادي حدّاد - المدير العام لشركة "كو إمبكت" حول مستقبل سياسة التنوع والشمول في إسرائيل:

في السنوات الأخيرة، شهدت الولايات المتحدة تغييرات كبيرة في سياسة التنوع والشمول، حيث كان هناك تحول مفاجئ من الاستثمار الكبير في خلق بيئات عمل متنوعة إلى تقليص أو إلغاء هذه المبادرات تمامًا، في المقابل، تواصل شركات مثل "أبل" و"ماكينزي" التمسك بسياسة التنوع من منطلق أنها ليست فقط ضرورة أخلاقية ولكن أيضًا مصلحة اقتصادية على المدى الطويل.

في هذا السياق، التقى موقع "بكرا" مع الأستاذ شادي حدّاد، المدير العام لشركة "كو إمبكت"، الذي تحدث عن الفروق بين الوضع في إسرائيل والولايات المتحدة، وكيف أن الشركات الإسرائيلية تتبنى سياسات التنوع والشمول بشكل طبيعي دون ضغط تنظيمي، وهو ما يعكس اختلافًا جذريًا عن الحالة الأمريكية.

التركيز على التنوع كفرصة اقتصادية وليس فرضًا

قال حدّاد: "في الولايات المتحدة، تحولت سياسات التنوع والشمول إلى أداة سياسية، مما جعلها مفروضة من خلال القوانين والسياسات الحكومية التي تهدف إلى تصحيح الظلم التاريخي، لكن هذه السياسات في النهاية أدت إلى ردود فعل معاكسة. الشركات التي كانت تعتمد على هذه السياسات تجد نفسها الآن تتراجع بسبب الضغوط السياسية والاقتصادية. في المقابل، في إسرائيل، نحن لم نواجه نفس الضغوط من قبل الحكومة، بل بدأنا نلاحظ أن التنوع والشمول أصبحا جزءًا من استراتيجية تجارية قائمة على الفهم العميق بأن قوة العمل المتنوعة تولد الابتكار وتحسن العوائد".

أضاف حدّاد أن الشركات المحلية في إسرائيل أدركت منذ وقت طويل أن الموظفين من خلفيات متنوعة يعززون التنافسية ويحققون نموًا مستدامًا، وأن سياسة التنوع ليست مجرد التزام أخلاقي بل استراتيجية عمل حقيقية تساهم في النجاح المالي. وأضاف أن نموذج "كو إمبكت" يعد مثالاً على كيفية تعاون الشركات مع قطاعات المجتمع المختلفة لدمج فئات متنوعة في سوق العمل، مشيرًا إلى أن هذه المبادرات لا تأتي نتيجة لقرارات حكومية بل نتيجة لاحتياجات السوق والفهم التجاري.

النهج المتوازن في إسرائيل:

أشار حدّاد إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى محاكاة التجربة الأمريكية أو الانجراف وراء التوجهات السياسية المتطرفة. وأوضح أن النموذج الإسرائيلي يجب أن يعتمد على توازن طبيعي بين الشمول والتنوع كجزء من استراتيجيات الأعمال طويلة الأجل، وليس كاستجابة لحالة سياسية عابرة. وأكد أنه عندما تكون الشركات المحلية هي التي تفهم قيمة التنوع، تصبح هذه العملية مستدامة.

وختم حدّاد حديثه قائلاً: "التنوع والشمول ليسا فقط مسألة أخلاقية، بل هما فرصة اقتصادية حقيقية. عندما نسمح لهذه الفرصة بالنمو بشكل طبيعي، فإن الجميع يربح".

التنوع والشمول في إسرائيل: تجربة مستدامة على المدى الطويل

تصريحات حدّاد تعكس فهمًا عميقًا لكيفية دمج التنوع بشكل طبيعي في بيئات العمل المحلية دون الحاجة إلى فرض سياسات من الخارج، وهو ما يعتبر عنصرًا مهمًا للاستمرار في تحقيق التقدم والنمو على المستويين الاجتماعي والاقتصادي في إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com