بقلم- رانية مرجية
الآن أغلقتِ الدائرة، استوعبتُ رحيلكِ يا أُمّي، استوعبتُ أني فقدتُ قطعةً من قلبي وروحي، واستوعبتُ أيضًا أنكِ في مكانٍ أفضل، وأنكِ الآن تفيضين في النور والحياة والتراتيل.
لقد كنتِ وما زلتِ جميلةً، ولا أزال أراكِ بعين الإيمان تحتضنينني، وتقوِّينني، وتعزِّينني.
لا شيء يوجع أكثر من رحيل الأمهات الفاضلات، والحزن والاشتياق يكبران مع مرور الأيام، لدرجة أنك تصبح هشًّا، فتخونك دموعك باستمرار، ولا يستطيع أحدٌ أو أيُّ شيءٍ أن يملأ حياتك من جديد، أو أن يمنحك الشعور بالأمان والفرح والسلام. فكلُّ شيءٍ يصبح عبارة عن روتينٍ بروتين، وتمضي الأيام وتحاصرك الذكريات، ويحاصرك الحنين أيضًا.
فيأتيك صوتٌ مُعزٍّ من السماء يذكِّرك:
"لقد كنتَ نعمَ الابنِ الوفيِّ، والصديقَ الحنون، والمعينَ، والمحبَّ، والمطيعَ. لقد منحتَ أمَّكَ الحبَّ، والاحترامَ، والسعادةَ في حياتها".
حقيقةٌ يقولها التاريخ، وتقولها الحكمة: من المهمِّ أن تكرمَ أمَّكَ وهي بعدُ في الحياة، والآن عليك أن تدرك أن روحها ما زالت معك وترشدك، وأن الأمهات لا يمتنَ أبدًا، وأنَّ موتهنَّ مؤقت، وأنهنَّ سيعدنَ للحياة وسيغلبْن الموت، كلما تلوتَ من أجلهنَّ الصلاة، وأضأتَ لهنَّ الشموع، وصنعتَ خيرًا مع القريب، والغريب، والبعيد، وأحببتَ بصدقٍ جميعَ البشر.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق